القيادات

أرسل أحد القيادات البارزة لتنظيم الجهاد، إلى قيادات جهاز أمن الدولة المصري "الأمن الوطني حاليًا"، رسالة اعتذار، تحت عنوان "زمن أمن الدولة الجميل"، يكشف فيها الكثير من المعلومات بشأن طريقة تجنيدهم وصبغهم بالفكر المتطرف، وإقناعهم بقيام "دولة الخلافة"، التي يخططون ويسفكون الدماء من أجلها، ويقدم فيها اعتذارًا عما اقترفوه في حقهم، نتيجة جهلهم في أمور دينهم، وتأويلهم للكثير من النصوص على غير محلها.وأشار القيادي الجهادي البارز، في رسالته إلى قيادات أمن الدولة المصري، من أنهم كانوا يعتقدون أن قتالهم كان فرضًا، وأنهم كانوا بمثابة العقبة الكوؤد في طريق إقامة دولتهم المزعومة، لكنهم لم يبادروهم بنفس الطريقة التي تعاملوا بها، وأنهم لم يقابلوا الظلم بالظلم، ولم يزجوا بامرأة رغم الاستعانة بالنساء في مختلف وسائل وتفاصيل التنظيمات الجهادية.وأوضح المرجع المتطرف، أن المراجعات الفكرية التي قدمتها تلك التنظيمات بمختلف تنوعاتها من الجماعة الإسلامية، ما هي إلا نتاج طرح وفكر قدمته القيادات الأمنية ومهدت به الطريق للعناصر التي تشبعت بأفكار العنف المسلح والتكفير في طريقة التعامل مع الدولة المصرية وشعبها المسالم، وأنه لولاهم لما توقف سيل الدماء دون وجه حق.وأكدت الرسالة، أنهم لم يجهزوا على جريح، ولم يقتلوا أعزل، ولم يهملوا علاج مصاب، وأن لغتهم خلت من الانتقام والكراهية، وأنهم لم يغلقوا باب الرجوع، ولم يريقوا ماء الوجه، ولم يبحثوا عن ثأرِ لشخص أو لمصلحة أو لأهداف. من ناحية أخرى، أفادت المصادر أن الرسالة تسلمها اللواء أحمد شعبان، مؤسس وحدة المهام الخاصة في جهاز أمن الدولة سابقًا، المدير الأسبق لإدارة التحقيقات في جهاز أمن الدولة، والذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال على أيدي التنظيمات المتطرفة، والذي لم يذكر اسم القيادي الجهادي الذي أرسل الرسالة إليه. وفيما يلي نص الرسالة: "زفرات في صدري.. لم أجد في الدنيا لها متسعًا.. فحبستها في أحرف..

 
وأرسلتها إليك.. علها تجد عندك ضالتها، أعواد خضراء غضة.. هكذا حالنا.. حين تلقانا من كنا نظنهم لنا شيوخًا.. وللإسلام مجددين.. شكلوها على تكفيركم وقتلكم، فكانت حربًا بيننا وبينكم". وأضاف الجهادي في الرسالة: "كان الهدف "دولة الإسلام"، وكنتم العقبة الكؤود، كنا نراكم حراس دولة الكفر، فكان قتالكم في عقيدتنا "فرض"، واستهدافكم "واجب"، كانت العقيدة مزيتنا، كنتم بلا عقيدة، وهل للمؤمنين من أمثالكم بالطاغوت الدافعون عن حياضه"إيمان"، وعند قتالكم، وكنا نقدر عليكم، وأحيانًا تقدرون علينا. لكنها كانت الطامة الكبرى التي ضربت عقيدتنا، كنا نجهز على جرحاكم إذا قدرنا، وكنتم تطيبون جرحانا إذا قدرتم".وتابعت الرسالة: "من نقدر عليه منكم نحرر روحه إلى "الآخرة"، ومن تقدرون عليه منا "تعتقلون" جسده، وتفعلون ما هو أسوأ من "السجن"، رغم سجن أجسادنا. كنتم تطلقون سراح أرواحنا إلى الحقيقة، أنتم مثلنا بعقيدة لا تقل عن عقيدتنا، كنا نتباهى أننا مقاتلو عقيدة ولكننا وجدناكم مقاتلي عقيدة لا تقل عن عقيدتنا، فأساسنا خاطئ متزعزع وجذوركم أصلها ثابت وفرعها في السماء". وواصلت الرسالة: "كانت عقيدتكم سماؤها الله.. وأرضها "الوطن"، وما بين سمائها وأرضها "الناس"، لم نجدكم تبحثون عن ثأرِ لشخصٍ أو لمصلحة أو لأهداف، فكان قتالكم لنا رفع لسماء عقيدتكم وتثبيت لأرضها وحفاظًا على ناسها، أهديتم لنا أرواحنا وصوبتم منا العقيدة، مثلما كنتم تراقبوننا في تحريات أو تحقيق كنا نراقبكم، كنا نتحرى عنكم ونحقق معكم فهالتنا المفاجأة".وأردف القيادي في الرسالة: "لم تزجوا بامرأة حتى وإن زججنا نحن بها، لم تمارسوا ظلمًا وإن ظَلمنا، كنا نناقشكم فنجدكم أكثر فهمًا منا لعقيدتنا، أذكر أحد شيوخ التكفيريين حين سألناه عن شيخه كان يذكر اسم واحد منكم وكان يقول: إنه أعلم من في الأرض بفقه الجهاد، تسربت عقيدة "السماء والأرض والناس" منكم إلى أرواحنا، فآمنّا بها واهتدينا، ورغم ضيق السجون عاشت أرواحنا "رحابة" الإيمان".واستكملت الرسالة: "قبل مراجعاتنا الجماعية كانت مراجعاتنا الفردية، كانت نتاج عقيدتكم فخرجنا ولم ننتكس لأننا وجدنا فيكم القدوة فتعلمنا من قتالكم أن حب الوطن جزء أصيل من الإيمان الله، أعطيناكم كرهًا وأعطيتمونا حبًا". وأشارت الرسالة: إلى "لم تجهزوا على جريح لم تقتلوا أعزل، ولم تهملوا علاج مصاب. خلت لغتكم من الانتقام والكراهية لم تغلقوا باب الرجوع لم تريقوا ماء الوجه، فترصد واحد منا لكبير لكم أمام منزله ليقتله، فما كان رد فعل "كبيركم" إلا أن ترك منزله وتوجه إليه رغم علمه بحمل واحدنا سلاحه لقتله، توجه إليه، وقال له بحسم: عد إلى منزلك، فإن لك أطفالًا يستحقون أن يحيا والدهم بينهم فكان ذلك سببًا في هدايته".ولفتت الرسالة: إلى أن "الأمثلة كثيرة لا يحصيها كتاب ولا يجمعها مداد، كان بحق "زمن أمن الدولة الجميل" كان التحدي كبيرًا، وكنتم أهلًا له وعمالقة، وفي أوقات أخرى التحدي "قليل"، ولم يتح لي قول ذلك في حضرتكم وحضرة جيلكم، وما كان ذلك لأن حضوركم وقتها كان كالصحة، لا يعرف قيمتها الأصحاء ونحن الآن مرضى..