يوسف محمد

 كان يوسف محمد ,على وشك أن يكمل آخر توصيلة في وردية عمله على التوك توك وذلك خلال الساعات الأولى من أوّل أيام عيد الأضحى,و وما إن وصل رفقة 3 أشخاص لمنطقة نائية بالقرب من محور طه حسين في النزهة، حتى فوجئ الشاب بمحاولة الزبائن سرقته، وحينما واجههم، أصابوه بطعنات في رقبته أودت بحياته.

وأكمل يوسف الطالب في الفرقة الثانية في المعهد العالي للدراسات التعاونية في المنيرة، عامه الـ23 يوم مقتله، لديه شقيقتان، ووالده متقاعد عن العمل بعد وصوله سن المعاش، ولا يكفي معاش الأب مصروفات الأسرة، فقرر الابن شراء "توك توك" للعمل عليه وقت تفرغه من الدراسة ليساهم في زيادة دخل الأسرة.

"وقالت سلوى زوجة خال القتيل "كان شايل مصاريف البيت مع باباه، مكنش بيعدي يوم غير لما ينزل يشتغل"، ، مضيفة أن يوسف لطالما كان يحاول إرضاء والديه في عدم الانسياق وراء أصدقاء السوء، والتركيز في دراسته، مع عمله على التوك توك.

وتضيف هدى شقيقة المجني عليه "تناول الشاب العشريني وجبة الإفطار مع أسرته في وقفة عرفات، "كنا صايمين وبنفطر مع بعض زي عادة كل سنة، وخلص ونزل شغله، وقال هيرجع على صلاة العيد..

وقال صديق المجني عليه "صباح الثلاثاء قبل الماضي، هاتف يوسف صديقه، وأبلغه أنه اقترب من إيصال زبائنه إلى مقصدهم، ومن ثمَّ سيعاود إليه ليسهرا سويا حتى صلاة العيد، وخلال الاتصال لاحظ صديقه انقطاع صوته نهائيًا "صوت يوسف انقطع فجأة، وماسمعتش غير ناس بتتخانق، وحد بيقول سيب التوك توك وامشي"، إلا أنه لم يقطع الاتصال، وظلت أذنه تنصت إلى الهاتف عسى أن يظهر أي جديد يطمئنه على صديقه.

وتابع "لم تفُت دقيقتان، وسمع محمد المجني عليه يستغيث به "الحقني أنا بموت، تعالى لي بسرعة عند الجراج "إحدى مناطق حي النزهة""، ونطق الشهادتين بعدها، وانقطع الاتصال، فانطلق صديق المجني عليه على الفور نحو المنطقة المشار إليها، فلم يجده، فكرر الاتصال به كثيرا حتى ردَّ عليه بالأخير ضابط شرطة أبلغه أن صاحب الهاتف قتل "ناس حاولت تسرقه وقتلوه وهربوا، إحنا عند شارع المدينة المنورة جنب جوزيف تيتو تعالى بسرعة".

يقول صديق القتيل إنه وصل إلى المنطقة التي وصفها الضابط، ووجد جثة يوسف مسجاة على الأرض وسط بركة من الدماء، وبه جرح قطعي بالرقبة، وحينما سأل الضابط عن مرتكبي الواقعة رد قائلًا"ماعرفش أنا كنت واقف هنا بالصدفة، ولاقيته داخل بالتوك توك بتاعة، ووقع على الأرض من غير ما ينطق كلمة، ولما لقيت تلفونه بيرن جوه التوك توك رديت"، فيما نفى صديق القتيل معرفته بهوية الضابط أو اسمه.

و وصلت دورية أمنية تابعة لقسم شرطة النزهة، ومن ورائها فريق من النيابة لمعاينة موقع الجريمة في محاولة لكشف ملابسات الواقعة، فيما صرحت النيابة بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، ومن ثم التصريح بدفنها.

تحريات الأمن كشفت أن 3 أشخاص حاولوا سرقة المجني عليه، وحينما تصدى لهم تعدوا عليه بأسلحة بيضاء، وفروا هاربين، فيما حاول المجني عليه الاستغاثة بأي أحد، فاستقل مركبته وتوجه بسرعة شديدة في شارع المدينة المنورة، إلا أنه لم يتحمل واصطدم بسيارة الشرطي الذي أبلغ القسم على الفور.

تقول شقيقة يوسف إن التحقيقات أفادت بأن أحد الكمائن القريبة من مكان الجريمة ألقت القبض على شاب شكت بعلاقته بالواقعة، لأنهم وجدوا ملابسه ملطخة بالدماء، وحينما واجهوه أكد أنه رأى المجني عليه غارقًا في دمائه داخل التوك توك يستغيث به، لكنه لم يستجب له، وسرق مبلغا ماليًا منه وفرّ هاربًا.

وأكد الشاب أمام نيابة شرق القاهرة الكلية  أنه سرق المجني عليه فقط، وليس له علاقة بقتله، موضحًا أنه وصل إليه بعدما أصابه آخرون نفى معرفته بهم، فيما قررت النيابة سجنه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطالبت قوات الأمن بسرعة توقيف الجناة.