الألعاب النارية

اقترب حلول عيد الأضحي المبارك، وفي هذه الفترة من كل عام بمجرد أن تطأ قدمك منطقة الموسكي والعتبة، تلاحظ سوقًا كبيرة للبضائع الصينية، في حين تستقر الآلاف من الألعاب النارية على عربات صغيرة معروضة للبيع بدون خوف، ودون رقابة من الأمن. ويعد إغفال الرقابة الأمنية على تلك الألعاب مخالفة للقانون، إذ تنص المادة رقم 25 من قانون العقوبات على حبس كل من شارك في بيع الألعاب النارية، أو استيرادها، مدة تتراوح بين ستة أشهر وثلاث سنوات، والأخطر من ذلك أن معاقل تلك الألعاب الموجودة في الموسكي والعتبة تقع قرب مديرية أمن القاهرة وقسم شرطة الموسكي، إلا أن أحدًا لم يسأل البائعين عن تجارتهم الممنوعة.

وقال أحد باعة الألعاب النارية في العتبة إن "الشماريخ" المستخدمة في الأفراح يصل سعر الواحد منها إلى 120 جنيهًا، والصاروخ المستورد يصل سعره إلى 40 جنيهًا، والعصا التي تضرب ثماني طلقات بسعر 50 جنيهًا، والـ"بومب" الصيني يصل سعر العلبة إلى 7.5 جنيه، والخرطوش الصوت 30 جنيهًا، والقنبلة "الحجاب" 25 جنيهًا. وأوضح أن أسعارها هذا العام مرتفعة للغاية، حيث زادت الضعف مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا أنه كبائع لهذه الألعاب لم يكسب منها الكثير، إذ يحصل على مبلغ يترواح ما بين خمسة إلى 10 جنيهات في سعر اللعبة الواحدة، لأن التجار الكبار هم الذين يكسبون أموالاً ضخمة لأنهم يستوردونها من الصين.

وأوضح محمد بشير، بائع بمنطقة العتبة، أنه يواجه صعوبة في إدخال هذه الألعاب إلى مصر، لأن الشرطة تقوم بحملات دورية على المنطقة، مستنكرًا قيام الحكومة بتجريمها، لاسيما أنه تحرر ضده محضر ودفع غرامة 1000 جنيه. وأشار إلى أن أحد أصدقائه تعرض لسكتة قلبية ومات بعدها، بسبب خسارة مليون ونصف المليون جنيه، دفعها ثمنًا لاستيراد الألعاب النارية من الصين، إلا أن الحكومة صادرتها ومنعت دخولها، مطالبًا الحكومة بترخيصها، حيث إن هناك يوما عالميًا للألعاب النارية، تكسب الدول منه المليارات بخلاف مصر التي تُجرمها.

وأكد الخبير الأمني، اللواء علي عبد الرحمن، خطورة هذه الألعاب التي قد تؤدي إلى الموت، وأقل ما تحدثه حرائق في الجسد، موضحًا أنها منتشرة بكثرة أمام الأندية الكبرى وفي الأحياء الشعبية والراقية، محذرًا من خطورتها الشديدة. وكشف عن أبرز طرق تهريبها، خلال دخولها وسط البضائع المستوردة، مضيفًا: "يجب تشديد الرقابة عليها في المطارات والموانئ، وتشديد العقوبة على بائعيها، بالإضافة إلى توزيع كتاب دوري يعمم على المراكز والأقسام بتجريم ومنع الألعاب النارية".