مشرحة

بعيون حائرة باكية، ظلت تراقب بوابة المشرحة، بين الانتظار والانهيار، فبعد لحظات يدفن صغيرها الذي غاب عن عالمنا منذ 5 شهور ولم يدفن بعد، حتى جاءت اللحظة التي أرادها الله ليستقر في مثواه الأخير.

مشاهد مؤلمة سيطرت على الموقف، بعد أن أرادت والدة شادي غريق شاطئ النخيل، إلقاء نظرة على نجلها قبل وضعه في الكفن، الأمر الذي قوبل بالرفض من الأسرة والعائلة التي منعتها من دخول المشرحة.

مشهد آخر لا يقل صعوبة، فبعد حضور سيارة الإسعاف لنقل الجثمان إلى قرية النجيلة بمدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة لدفنه، حيث تشبثت الأم بسيارة الإسعاف لمرافقة نجلها في رحلته الأخيرة، رافضة ترك السيارة أو الابتعاد عن الجثمان.

وسيطر الصمت على جميع المتواجدين من العائلة بعد أن أحضر والد شادي تصريح الدفن بعد انتهاء جميع الإجراءات، في انتظار خروج الجثمان، والذي لم يمض دقائق معدودة حتى أصبح الجثمان بداخل السيارة، لم يشعر به أحد ولم يره أحد، لتبدأ رحلته من الإسكندرية التي ظل بها جثمانه لـ5 أشهر ليستقر في مثواه الأخير بجانب شقيقه ونجل عمته بمقابر قرية النجيلة في البحيرة.

وكانت قد قررت نيابة العامرية أول بالإسكندرية، التصريح بدفن جثمان شادي عبدلله الذي لقي مصرعه غرقا بمياه البحر وتسليم الرفات لأهله من مشرحة كوم الدكة والتي ظلت عالقة في مياه البحر لـ14 يومًا قيد البحث وتم استخراجها، وأخد عينات من الجثمان ووالدي شادي لثلاث مرات ولم تتطابق البصمة الوراثية.

وبعد 5 أشهر من استقرار الجثمان داخل المشرحة، حسم الطب الشرعي قراره بشأن جثمان شادي وأكد أن الجثمان لغريق شاطئ النخيل بنسبة 98٪، بعد أخذ عينة رابعة من جثمان شادي ووالديه لتحليلها، والتي أكدت ذلك.

وأكد الطب الشرعي، أن تحليل DNA لم يجب خلال العينات السابقة بشكل قاطع عن أن الجثمان لغريق النخيل أم لا؟، بسبب تدهور أنسجة الجثمان الذي استغرق 14 يوما تحت مياه شاطئ النخيل، ما أدي إلى تغيرات عديدة في شكل وهيئة الحالة والأنسجة.

وكانت قد شهدت محافظة الإسكندرية، في يوليو الماضي، غرق 12 شخصًا بشاطئ النخيل بحى العجمي غرب الإسكندرية، رغم إغلاق الشواطئ ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية، وانتشلت قوات الإنقاذ جثامين الغرقى، ولم يتم العثور على جثمان الغريق الأخير شادي عبدالله زغمار، والذي استمر البحث عنه على مدار 14 يومًا، ليخرج البحر جثمانا غير مكتمل في اليوم الرابع عشر، وتم أخد عينات من الأنسجة الخاصة بالجثة لمطابقتها بالحمض النووي لوالدي فريق النخيل.

وبعد مرور 27 يومًا على غرق شادي عبدالله في شاطئ النخيل غرب الإسكندرية، قررت أسرة الفقيد إقامة صلاة الغائب على روح ابنهم الصغير، بعد أن فشل في التعرف على الجثمان لثلاث مرات متتالية، وإقامة صلاة الغائب بمسقط رأسه بقرية النجيلة بمركز كوم حمادة محافظة البحيرة.

قد يهمك ايضا

غرق شاب بشاطئ النخيل في مصر رغم قرار محافظ الإسكندرية بالغلق

الإنقاذ النهري تنتشل جثة شاب غريق فى شاطئ النخيل بالإسكندرية