" أحمد"ضحية "فرن البيتزا"

 أطلق أحمد خالد إبراهيم "24 عامًا" مساعد شيف، صرخة عالية هزت أركان أحد الأندية الخاصة في التجمع الخامس في القاهرة الجديدة، حيث التفت زملاؤه نحو الصوت ليكتشفوا إصابته بصعقة كهربائية من الفرن الكهربائى المخصص لصناعة البيتزا.

واستمر أحمد لدقائق في الصراخ وسط ذهول جميع العاملين الذين تسمرت أقدامهم ونظراتهم أمام زميلهم الذي يحتضر، ولم يتمكنوا من الاقتراب من الجسد الذي يفارق الحياة رويدا نحو الموت، حتى تمكن أحد العاملين بالمطعم من قطع التيار الكهربائى عن المطعم .

واستمر جسد أحمد في الحركة على الأرض أمام صدمة زملائه عدة دقائق، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعد صراع بطيء، ومؤلم، وغير متكافئ.

وروى والد أحمد القصة كاملة إلى جريدة "الشروق"، وأرجع سوء التصرف وعدم المسارعة للاتصال بسيارة إسعاف إلى تخوف جميع العاملين من المسئولية، حتى هرع أحد العاملين في مطعم مجاور وأحد رواد النادي إلى مكان الحادث وتطوعا لنقله إلى مستشفى بالتجمع الاول، اعتقادا منهم بأنه مازال على قيد الحياة.

وبدأ أطباء الطوارئ في المستشفى محاولة يائسة لضخ الدماء في عروق الشاب دون جدوى، فأعدَّ مدير المستشفى تقريرًا يؤكد إصابة أحمد بصعق كهربائى شديد أودى بحياته وتحرر محضر بالواقعة رقم 3344 لسنة 2018 إدارى التجمع الأول، وأخطرت النيابة للتحقيق.

وانهار والد أحمد فور تلقيه اتصالا هاتفيا يطالبه بالحضور للمستشفى لتسلم جثة نجله الذي لم يكمل دراسته الجامعية، وحاول التشكيك فيما يسمعه من الطرف الآخر فقاطعه بنبرة صادمة "ابنك مات.. تعالى بسرعة".

وكانت الجثة مسجاة في ثلاجة المستشفى، حيث كان الصمت حاضرًا فيما غاب زملاء ابنه ومديروه، وهنا ثارت تساؤلات في عقل الأب المكلوم عن ظروف الوفاة وملابساتها، وما الذي جاء بالجثمان هنا تحديدا.

وتحدث الشاهد الوحيد الذي مثل أمام جهات التحقيق في الواقعة، وهو عبدالله محمد، الذي يعمل فى مطعم مجاور، قال "إنه سمع صوت صراخ شديد، وعندما استطلع الأمر وجد الشاب ملتصقا بالفرن بفعل الكهرباء، وتم قطع التيار الكهربائى وتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى".

وذكر الأب المكلوم في المحضر أن ابنه كان يبنى مستقبله، ولديه أمل فى الحياة، وسعى للعمل بجد وهو طالب لكى يحقق ذاته، ولكن جاء الحادث المؤلم ليقضى عليه دون سابق إنذار.

واتهم الأب صاحب المطعم بالإهمال الجسيم، موضحا أن الفرن الكهربائى لابد أن يكون مؤمنا من ناحية التوصيلات الكهربائية، ومعزولاً مع وصلاته عن ملامسة العاملين.

واستطرد بمرارة "صاحب المطعم لم يسأل عنه ولم يعرف مصيره، وفور نقل الجثة من المطعم استمر تشغيل المطعم، حتى أن أحدا لم يتصل هاتفيا لتقديم واجب العزاء".

وألقى الأب جزءا من المسئولية أيضا على النادي لافتقاره لإمكانية تقديم الإسعافات الأولية لمثل هذه الإصابات، مشيرا كذلك إلى عدم انتقال الشرطة الى المطعم لمعاينة كيفية وقوع الحادث.

وطالب والد الشاب المتوفي بفتح تحقيق عاجل بإشراف النائب العام لكشف ملابسات الحادث وتوجيه اتهام للمتسبب فى الوفاة، واستطلاع ما إذا كانت إجراءات الأمن الصناعى متوفرة في هذا النادي الخاص من عدمه.