القاهرة-مصر اليوم
انتقل المستشار أحمد حامد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب دمنهور الكلية، إلى دير القديس مكاريوس الكبير، الشهير بـ"أبومقار"، في وادي النطرون، لإجراء المعاينة التصويرية الثانية لموقع مقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف الدير، بعد العثور عليه غارقًا في دمائه،السبت.
وأسفرت المعاينة الأولية التى أجرتها نيابة وادي النطرون، أن الأنبا عثر عليه مقتولًا في ممر مظلم لا تتوافر فيه أي إضاءة ويقع بين مسكنه "القلاية" وإحدى كنائس الدير، مشيرة إلى وقوع الكنيسة على بعد ما بين ٣٠٠ و٤٠٠ متر من القلاية».
وخرج أبيفانيوس من مسكنه، وسار نحو ١٥٠ مترًا فى طريقه إلى الكنيسة، لحضور صلاة القداس، حتى باغته الجانى وقتله داخل الممر المشار إليه.
وأظهرت مناظرة النيابة العامة للجثة، إصابة المجنى عليه بتهشم فى الجمجمة من الخلف، وخروج أجزاء من المخ، نتيجة التعدى عليه بأداة حادة لم يعثر عليها فى مسرح الجريمة.
ورفع خبراء الأدلة الجنائية عقب معاينة النيابة ,الآثار البيولوجية من مسرح الجريمة، بجانب عينة من الدماء، وانتدبت النيابة الطب الشرعى لتشريح الجثة، لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها.
وأسفر فحص النيابة عن أن الدير مؤمن بشكل كامل، إذ يرتفع سوره وتتمركز سيارات شرطة عدة خارجه وتتواجد بصفة مستمرة خدمات مباحث ونظامية وقوات أمن مركزى، بجانب كاميرات مراقبة على باب الكنيسة التى كان المجنى عليه متوجها إليها، والتى تم تحريزها والتحفظ عليها، ويتولى المحامى العام مراجعتها وتفريغها بنفسه لبيان مدى التقاطها الواقعة أو المساعدة في تحديد هوية الجانى.
واستمعت النيابة لأقوال ١٢ شاهدًا من المقيمين برفقة الأنبا أبيفانيوس بالدير، الذين أكدوا عدم وجود عداوات له، فيما قرر خادمه الخاص أنه رآه آخر مرة في قلايته عصرًا، حين قدم له الغداء، ولم يره بعدها حتى عثر عليه مقتولًا في الرابعة والنصف فجرا.
و يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في الثانية عشرة من ظهر الثلاثاء، مراسم صلاة الجنازة على جثمان الأسقف الراحل، داخل الكنيسة الكُبرى في دير أبومقار
ويٌقرر دفن الأنبا أبيفانيوس داخل ديره بشكل مؤقت، لحين الانتهاء من إقامة المزار الخاص به، والذي سيشهد رسم "أيقونات" وتعليق صور نادرة له منذ الصغر، مع كتابة قصة حياته وتأليف المديح الخاص به، وفق مصادر من داخل الدير.
وأضافت المصادر: أن دير أبومقار من أهم الأديرة داخل الوسط الكنسى، الأمر الذي يستدعي عدم بقاء الدير من دون راع لفترة طويلة، لذا سيسند البابا تواضروس مهمة الإشراف عليه إلى أحد الأساقفة الذين ترهبنوا في الدير، على أن يكون اختياره من قبل لجنة من قساوسة الدير وكباره، تشمل على الأرجح القمص إثناسيوس المقاري والقمص سرجيوس المقارى والقمص أنجيلوس المقارى والقمص باسيليوس المقاري، وهم تلاميذ القمص الراحل متى المسكين
وأكدت أن التقرير الطبي المبدئي الذي أفاد بضرب الأسقف الراحل بآلة قطعية حادة على رأسه من الخلف، يشير أن أحدًا كان ينتظره وعلى علم بموعد خروجه للقداس بمفرده، وارتكب جريمته من الخلف حتى لا يراه.
و كشف الراهب شنودة المقاري،أن الدير شهد منذ أسبوع واقعة تجاوز أحد الأفراد سور الدير وتسلقه واختبأ بالداخل، ثم تبين بعد ذلك أنه مختل عقليا، مضيفًا عثرنا عليه وأخرجناه».
و روى الرهبان المرافقون لجثمان الأنبا الراحل في مشرحة مستشفى دمنهور العام، اللحظات الأخيرة له، قائلين "فوجئنا أثناء صلاة القداس الإلهي بتأخر وصوله لرئاسة القداس، كعادته اليومية باستيقاظه مبكرًا في الساعات الأولى من الصباح، فخرجنا للبحث عنه لنجده على السلالم عقب خروجه من قلايته في حالة إغماء مع دماء كثيرة أسفل رأسه
وتابعوا: اتصلنا بالإسعاف ومركز شرطة وادى النطرون، مشيرين أن مرتكب الجريمة استخدم آلة حادة هشم بها رأس الأسقف الراحل.