القاهرة - مصر اليوم
"كانت ست جدعة وبـ100 راجل" الوصف الذي ارتضاه جيران شيماء حمدان التي انتهت حياتها أسفل عجلات مترو الأنفاق بمحطة ساقية مكي التابعة لقسم شرطة الجيزة، مساء أمس.
منزل مكون من 3 طوابق، لا يبعد كثيرا عن محطة مترو ساقية مكي، يظهر عليه التشقق، الشقة التى تسكن فيها تتكون من غرفة وصالة وحمام ومطبخ ضيق، ولا يوجد بالشقة سوى بعض الأثاث البسيط الذي يدل على حالة الفقر الذي تعيش فيه الأسرة.
عند الوصول إلى شارع أحمد سليم المتواجد فيه المنزل تجد النساء يتشحن بالسواد يلتففن حول والدة شيماء، التي يظهر على وجهها علامات الذهول ولم تتحدث مع أحد ولا تفعل شيئًا غير إراقة الدموع.
أقرأ أيضاً :مقتل شاب صعقًا بالكهرباء من عمود إنارة بسبب سقوط الأمطار في الجيزة
سيدة ثلاثينية وصفت علاقتها بأنها "عِشرة عمر"، لتتحدث عن "شيماء" بداية من سكنها مع أسرتها في المنطقة منذ 30 عامًا، حتى تزوجها منذ 12 عامًا من سائق يدعى رمضان يقطن في أطفيح، وأنجبا 4 أطفال 3 بنات وولد، أكبرهم "حبيبة" في الصف الخامس الابتدائي.
تكمل "صباح" الحديث عن جارتها الراحلة بعدما انفصلت عن زوجها "رمضان" منذ 3 سنوات بعد فقده لعمله "بطل يصرف على البيت وساب لها الأولاد"، فبدأت تسعى شيماء للصرف على أبنائها الأربعة وبحثت عن عمل وتركت الشقة التي كان يستأجرها زوجها لعدم امتلاكها مبلغ الإيجار، وعاشت برفقة والدتها وعملت في مصنع ملابس "كانت بتاخد 800 جنيه في الشهر.. وبعدين عملت قضية نفقة والمحكمة حكمت ليها.. 1200 جنيه لكن مش بيديها حاجة"، لذا عمدت شيماء إلى امتلاك ماكينة خياطة لإيجاد محل رزق واستأجرت محلًا كانت تعمل بعد والدتها ورغم ذلك تراكمت عليها الديون.
والتقطت "سامية" أطراف الحديث لتكمل حكاية جارتهم التي اكتشفت إقامة شقيق زوجها السابق قضية شيكات عليها "لأنها كانت بتاخد من المحل بتاعه ملابس لولادها فلما معرفتش تسدد له رفع قضية عليها".
بينما وقفت سيدة يظهر عليها علامات الكبر في ذهول ترفض الحديث، ولا تردد سوى جملة واحدة وهى تبكي "بنتى داخت ووقعت تحت المترو.. بنتي ما انتحرتش".
وكشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية تفاصيل جديدة بشأن واقعة انتحار سيدة أسفل عجلات مترو الأنفاق بمحطة ساقية مكي، التابعة لقسم شرطة الجيزة.
وتبين أن المنتحرة تدعى شيماء حمدان، 31 عاما، مطلقة منذ عدة سنوات، وتقيم مع والديها، ولديها 4 أبناء، 3 بنات وولد، أكبرهم 10 سنوات، وأنها أقدمت على الانتحار لمرورها بضائقة مالية أصابتها بحالة اكتئاب، ما دفعها للانتحار وإلقاء نفسها أسفل عجلات المترو.
وأوضحت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت بمعرفة اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث القطاع، والعقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم مصطفى كمال رئيس المباحث، أن المعاينة أثبتت بتر في الذراع والقدم للسيدة المنتحرة، وأنه تم استدعاء والدها الذي أقر في محضر الشرطة بأنها تعاني من اكتئاب بسبب مرورها بضائقة مالية.
وأمر اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي انتقلت لمكان الواقعة، وناظرت جثتها وقررت عرضها على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة.
وكان المتحدث الرسمي للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أحمد عبد الهادي، قال إنه أثناء قدوم قطار رقم 308 بالخط الثاني بمحطة ساقية مكي اتجاه شبرا الخيمة، فوجئ قائد القطار بإلقاء فتاة نفسها أمام القطار.
وأضاف أن طاقم التشغيل بالمحطة وقيادات شرطة النقل والمواصلات وشرطة مترو الأنفاق انتقلوا إلى مكان الحادث، وتم رفع الجثة وعمل محضر بالانتحار لعرضه على النيابة.
وعادت حركة الخط الثاني "شبرا الخيمة - المنيب"، بعد تأخير 7 دقائق في الحركة بسبب الحادث.
قد يهمك أيضاً :