مصر اليوم فى زيارة قرية الروضة

زارت "مصر اليوم" قرية الروضة في شمال سيناء عقب الحادث الأليم الذي تعرضت له القرية، والذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو 450 شخصًا من أبناء القرية، وتعد الروضة من القري التابعة إلى مركز بئر العبد، وتقع على الطريق الدولي الساحلي في محافظة شمال سيناء، ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب الظهير الصحراوي ومن الشرق تجمع أبو حصيني في قرية الميدان التابعة إلى مركز العريش ومن الغرب قرية التلول التابعة إلى مركز بئر العبد.

وتعد قرية الروضة معقلًا لقبيلة السواركة، حيث يسكنها نحو 500 أسرة معظمهم من عشيرة الجريرات التابعة إلى قبيلة السواركة وأكثر من نصفهم من المنقولين من الشيخ زويد والعريش بسبب الأحداث التي تشهدها سيناء، وفي منتصف المسافة بين ضفتي الطريق الدولي يقع مسجد الروضة والذي يتميز بقبته الكبيرة ومأذنته العالية، وقام الأهالي قبل أشهرعدة بإغلاق الطرق المؤدية إلى المسجد من جميع الاتجاهات بعد ورود أنباء عن استهدافه.

ورفع الأهالي أثار الدماء التي تناثرت في مختلف أجزاء المسجد، حيث تم إخراج السجاد والموكيت الملطخ بالدماء خارج المسجد، والقيام بتنظيف أرضية المسجد، تمهيدًا لفرشه مرة أخرى لعودة الصلاة به، وبشأن المسجد توجد ملابس ملطخة بالدماء للضحايا والمصابين وبعض متعلقاتهم البسيطة، بجانب أعداد كبيرة من الأحذية والتي ظلت كما هي منذ الحادث.

وتعتبر القرية شبه خالية فمعظم من تبقى من الرجال مع ذويهم المصابين في مختلف المستشفيات ولم يتبق في المنازل سوى السيدات والأطفال الصغار، وفي كل بيت يوجد أكثر من شهيد وأكثر من مصاب، وروى أحمد أبو جرير، لمصر اليوم تفاصيل الحادث، حيث قال، إنه بعد صعود إمام المسجد على المنبر بدقائق تعالت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص خارج المسجد، فتدافع المصلون للهرب، حيث قام المسلحون بإطلاق النار عليهم من بنادق آلية، فللمسجد ثلاث أبواب كبيرة و12 نافذة حاول الكثيرون الهرب ولكن الرصاصات طالت أجسادهم من دون رحمة.

وأضاف شاهد عيان آخر، أنه كان في طريقه إلى المسجد عقب بدء خطبة الجمعة، فشاهد مجموعة من المسلحين عددهم نحو 25 شخصًا ويحملون اسلحة ألية مترجلين تجاه المسجد، فقام بالهرب وأطلق مسلح عليه النار لكنه تمكن من الهرب، ليسمع بعدها طلقات الراصاص وصرخات المواطنون، لتسود بعدها حالة من الهرج ، وقال شاهد اخر آنه كان في المسجد وفجأة وقع إطلاق نار على المصلين ليتدافع المصلين فوق بعضهم حتى أن الطلقات النارية طالت أجساد الجميع.

وزار المحافظ المصابين في مستشفى الإسماعيلية العام ومستشفى جامعة قناة السويس في محافظة الإسماعيلية، حيث كان في استقباله، اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، والدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة في محافظة الإسماعيلية.

وأكد المحافظ علي الرعاية المقدمة للمصابين بدعم من وزارة الصحة ومن جميع أجهزة الدولة، مشيرًا إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والاحتياجات الأساسية للمصابين وأسرهم، وأشار المحافظ، إلى أنه سيتم صرف مبلغ 200 ألف جنيه لأسرة كل قتيل، و50 ألف جنيه لأسرة كل مصاب، بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي موجهًا بسرعة الصرف.

وأضاف المحافظ أن حادث الروضة أظهر معدن أبناء سيناء الأصيل، ففور وقوع الحادث قام آلاف المواطنون بالذهاب إلى المستشفيات والتبرع بدمائهم لصالح المصابين، مؤكدًا على تقديم جميع الرعاية الطبية للمصابين ودفن جثامين قتلى الحادث بعد الإجراءات اللازمة في موقع الحادث.

ووجه المحافظ جميع الأجهزة التنفيذية والمعنية بالتخفيف عن كاهل أهالي القتلى والمصابين في الحادث الأليم وسرعة رفع آثارة، والتعرف على مطالب أهالي قرية الروضة والعمل على تلبيتها.

ورافق المحافظ خلال زياراته للمصابين كلًا من  فتحي راشد، مدير عام مديرية التموين ومنير أبو الخير، مدير عام مديرية التضامن الاجتماعي، وعاطف مطر، مدير عام مديرية الزراعة، وسناء جلبانة منسق عام لجنة حماية الطفل في شمال سيناء، ونوال سالم، رئيس فرع المجلس القومي للسكان في شمال سيناء، وحسناء الشريف، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة.