فرضت قوات الشرطة وعناصر من الجيش المصرية طوقاً أمنياً حول مقر رئاسة الجمهورية المصرية، مساء اليوم الاثنين، بعد وقوع اشتباكات محدودة بين عدد من المتظاهرين وبين عناصر من الأمن. وتمركزت مجموعة من الآليات العسكرية حول قصر الاتحادية (مقر رئاسة الجمهورية) بضاحية مصر الجديدة بشمال القاهرة، مساء اليوم، على خلفية اشتباكات محدودة وقعت بين عشرات من المواطنين تظاهروا مطالبين بإسقاط النظام. وفي غضون ذلك تدور اشتباكات متقطعة بين عشرات المتظاهرين وبين مجموعات من الأمن بشارع يوسف الجندي المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية بوسط القاهرة، فيما أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين جراء الاشتباكات بلغت 46 مصاباً. كانت أعداد المصابين بين متظاهرين ضد وزارة الداخلية المصرية، مساء اليوم الاثنين، قد بدأت في التزايد كما أصيب عدد من جنود الأمن، ونقل المصابون إلى المستشفيات بمناطق وسط القاهرة. وهرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات المجاورة خاصة مستشفى "قصر العيني"، و"المنيرة العام". وقال مصدر من بين المتظاهرين ليونايتد برس انترناشونال، في وقت سابق، إن مستشفى "المنيرة العام" استقبل حوالي 15مصاباً بفعل استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين، مشيراً إلى أن عناصر من الأمن تمكنت من إخماد حريق محدود بمدرسة "الليسيه" إعدادية بشارع يوسف الجندي قام مجهولون برشقها بزجاجات المولوتوف الحارقة. وفي المقابل أعلنت وزارة الداخلية، في بيان أصدرته مساء اليوم، أن خمسة من المجندين بكدمات وحروق، وأضرم بعض المتظاهرين النار بمدرسة إعدادية واقتحموا الحواجز الأمنية، فيما التزمت عناصر الأمن الهدوء وضبط النفس. وفي سياق متصل ألقت قوات الأمن بمحافظة الأسكندرية القبض على عدد غير معلوم من المتظاهرين أمام مديرية أمن المحافظة بعد اشتباكات وقعت بينهم بوقت سابق. وتواصل قوات الأمن المصري تعزيز تواجدها بمحيط مبنى وزارة الداخلية وبالشوارع المحيطة بها في وسط القاهرة، فيما تتزايد أعداد المتظاهرين ضدها. وتمركزت آليات مدرعة وخفيفة على مداخل شوارع يوسف الجندي، والفلكي، والشيخ ريحان، وآخر شارع محمد محمود وانتشرت عناصر الأمن بتلك الشوارع خلف حواجز أسمنتية وحديدية أقامتها للحيلولة دون اقتراب مئات المتظاهرين من مبنى الوزارة. ويتواصل التراشق بالحجارة وبالزجاجات الفارغة بين عناصر الأمن وبين مئات المتظاهرين يحتشدون بميدان التحرير وبجواره لإحياء الذكرى الأولى لـ "استشهاد" وإصابة عشرات المواطنين في مصادمات عنيفة بينهم وبين عناصر الأمن والجيش فيما يُعرف إعلامياًً بـ "أحداث محمد محمود". ووصلت مسيرة حمل المشاركون فيها نعوشاً رمزية لـ "شهداء محمد محمود" و"الأطفال الذين قضوا في حادث قطار أسيوط أمس الأحد"، مردِّدين هتافات "مين حيجيبلي حق ولادي .. الداخلية قتلوا ولادي"، و"الداخلية بلطجية". وحملوا صوراً لـ "شهداء" أحداث محمد محمود وضحايا القطار، وضحايا الأحداث الدامية التي شهدتها مصر منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالنظام المصري السابق. وكان عدد غير معلوم من المصريين أصيبوا، بوقت سابق من مساء اليوم، بجروح وبحالات إغماء على إثر تراشق بالحجارة بين عناصر من الأمن وبين مئات من المتظاهرين الذين يحيون الذكرى الأولى لـ "أحداث محمد محمود". وقامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة فيما أصر عدد من المتظاهرين على معالجة رفاقهم بالقرب من موقع الأحداث. وبدأت المصادمات حينما رشق مجهولون، عناصر الأمن بالحجارة وبالزجاجات الفارغة. وردَّد المتظاهرون هتافات "وحياة دمك يا شهيد .. ثورة تاني من جديد"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، و"والله زمان وبعودة .. ليلة أبوكم ليلة سودا" متوعدين الشرطة بـ "ليلة سوداء". كما وجهوا شتائم للرئيس المصري محمد مرسي ولرئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، وللمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ولقيادات وزارة الداخلية والقوات المسلحة. ويتواصل توافد مئات المواطنين إلى ميدان التحرير وإلى الشوارع المجاورة، بعد أن وصلت، بوقت سابق، عدة مسيرات من جامعات القاهرة، وعين شمس، وحلوان ومن طلاب جامعة الأزهر ومن طلبة الجامعة الأميركية. وكان عشرات من الشباب المصري بدأوا صباح اليوم مراسم إحياء الذكرى الأولى لـ "أحداث محمد محمود". واحتشد عشرات من الشباب في شارع محمد محمود الرابط بين ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة وبين مبنى وزارة الداخلية، صباح اليوم، إحياءً للذكرى الأولى لمقتل وإصابة عشرات من المواطنين في مصادمات عنيفة بينهم وبين عناصر الأمن والجيش في الأحداث التي حملت إسم الشارع (محمد محمود). ووقف الشباب دقيقة صمت وقرأوا الفاتحة على أرواح الضحايا، ووضعوا حواجز حديدية، فيما تبدأ فعاليات إحياء الذكرى بعد ظهر اليوم بتوافد مسيرات من عدة مناطق بالقاهرة الكبرى (تشمل محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية). كانت المناطق الفاصلة بين ميدان التحرير ومبنى وزارة الداخلية خاصة شارع محمد محمود شهدت مصادمات دامية على خلفية محاولة عناصر أمنية وعناصر من الجيش فض الاعتصام قام به نشطاء ومن مصابي ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالنظام السابق، بالقوة ليل 18 – 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وأسفرت تلك المصادمات، التي استمرت عدة أيام وفقاً للإحصائيات الرسمية، عن مقتل وجرح 33 وجرح نحو 1700وفقاً في القاهرة وفي عدد من المحافظات أهمها الأسكندرية، والسويس، والاسماعيلية، والغربية، والدقهلية، ودمياط، والمنيا، وأسيوط تضامناً مع الموجودين بميدان التحرير.