حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الثلاثاء من تصعيد القتال بين إسرائيل وقطاع غزة وأن ذلك سيشكل خطرًا مأساويًا على الجانبين، في ظل اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار. وقال بان في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس إن "تدهورا آخر سيكون خطيرا ومأساويا بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين ايضا وسيضع المنطقة كلها في حالة خطرة وأدعو الجميع إلى وقف إطلاق النار". وأضاف "حضرت إلى إسرائيل في ظروف مشابهة في العام 2009 (في نهاية الحرب على غزة) ويؤلمني أن أحضر إلى هنا مرة أخرى لأسباب مشابهة، وهذا الأداء لن يجعل إسرائيل ولا الفلسطينيين آمنين أكثر". من جانبه اعتبر نتنياهو أنه "يحدث هنا أمر لا مثيل له في التاريخ وهو أننا نشارك في الحرب ضد الإرهاب في الوقت الذي يرزح مواطنونا تحت هجوم". وتابع مخاطبا بان "أعتقد أن الجانب الآخر لا يخشى مثلك من سقوط ضحايا مدنيين". وفي وقت سابق من اليوم قال نتنياهو خلال المراسم الرسمية لإحياء ذكرى وفاة رئيس وزراء إسرائيل الأول دافيد بن غوريون التي أقيمت في بلدة سديه بوكير في جنوب اسرائيل إنه دمرنا الآلاف من الصواريخ التي وجهت ضد مواطني اسرائيل بما فيها معظم الصواريخ طويلة المدى". واضاف نتنياهو "أننا نواصل ضرب حماس والجهاد الإسلامي وباقي المنظمات الإرهابية". وتابع أن "يدنا ممدودة للسلام إلى أولئك من جيراننا الذين يريدون أن يصنعوا السلام معنا ويدنا الأخرى تمسك بسيف داوود بقوة وبأمان أمام أولئك الذين يريدون إبادتنا عن هذه الأرض". من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك خلال زيارة لتدريب قوات احتياط في قاعدة "تسيئيليم" "سوف نستمر (في العمليات العسكرية في قطاع غزة) حتى نحقق أهدافنا ومن خلال محاولة الامتناع عن المس بالمواطنين الأبرياء". وأضاف أن العملية العسكرية "عمود السحاب" ضد القطاع ستستمر حتى عودة الهدوء إلى جنوب إسرائيل "وكما تعلمون فإن الهدوء لم يتحقق ولذلك نحن مستمرون". وأنزلت طائرات إسرائيلية بعد ظهر اليوم مناشير على شمال قطاع غزة طالبت فيها السكان بمغادرة بيوتهم والتوجه إلى وسط مدينة غزة، فيما تستعد القوات الإسرائيلية لشن قصف مدفعي باتجاه شمال القطاع في محاولة لمنع استمرار إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من هذه المنطقة. وفي غضون ذلك تسوع تقديرات في إسرائيل من أنه سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار خلال الساعات المقبلة.