«التاريخ يذكر فى صفحاته العظماء الذين حافظوا على وحدة شعوبهم ولم يتمسكوا بقرارتهم»، بهذه الجملة طلب الدكتور فرغلى عبدالرحمن، أستاذ الهندسة بجامعة كاليفورنيا من «تلميذه السابق محمد مرسى» العدول عن قراره بإصدار الإعلان الدستورى «الذى مزق الأمة» أو «مصارحة الشعب بما لديه من حقائق جعلته يتخذ هذا القرار». وقال الدكتور فرغلى فى رسالة للرئيس محمد مرسى، وخص بها «الشروق» لنشرها، إن «الشجاعة هى إعادة النظر فى قرار مزق الأمة وعطل المسيرة»، فى إشارة منه إلى الإعلان الدستورى الجديد، وطرح الدستور للاستفتاء الشعبى فى 15 ديسمبر. وأضاف فرغلى فى رسالته المكونة من أربع صفحات والتى استهلها بـ«إلى تلميذى السابق الدكتور محمد مرسى العياط»، «مع احترامى الشديد ومعزتى لك كرئيس جمهورية مصر، فإن المبرر لقرارك الذى ذكرته فى حوار التليفزيون المصرى غامض، حينما قلت إن هناك جهات تسعى إلى عرقلة المسيرة وإطالة المرحلة الانتقالية»، وطالبه بعدم اخفاء الحقائق، على أساس أن «المصارحة أسرع طريق للمصالحة». وحمل الخطاب مشاعر وذكريات عديدة جمعت بين الدكتور فرغلى والرئيس مرسى حين كان فى أمريكا، يكشف عنها قائلا «أذكرك لأنك كنت أول طالب يأتى من كلية الهندسة بجامعة القاهرة إلى جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وبدأ دراسته العليا للدكتوراه فى قسم المواد والهندسة، ولأن المشرف على رسالتك للدكتوراه الاستاذ كروجر كان مكتبه بجوار مكتبى، وكان يأخذ رأيى فى بعض أجزاء رسالتك»، وتابع « أذكرك لأنك أخذت معى مقررين من مقررات الدراسات العليا فى خواص المواد، وكنت أحد ثلاثة طلاب مصريين فى هذا الوقت، ولأنك زرتنى فى منزلى فى غرب لوس أنجلوس عدة مرات فى مناسبات مختلفة، ولا أنسى ابتسامتك ومداعبتك لابنتىَّ نهلة وناسى». ويضيف الخطاب «لازال هناك وقت للتفكير ومراجعة القرارات فى الأمور بحكمة وبعدالة، لازال هناك أسبوعان على الاستفتاء على الدستور يمكن فيها إصلاح الأوضاع وتصحيح الأخطاء»، وتابع «لن يقلل من قدرك التراجع إذا وجب التراجع، ولن يغير مكانتك التنازل إذا صح التنازل، بالعكس إذا تراجعت أو تنازلت فسوف يرتفع قدرك وتعلو مكانتك». ويطالب الدكتور فرغلى بعدم الاستفتاء على الدستور بعد أسبوعين، «لأن الموافقة على مواد الدستور تمت بسرعة مدهشة، بواسطة جمعية لا تمثل فئات الشعب كله، خاصة أن هناك بعض المواد التى تتطلب المراجعة والتعديل»، لافتا إلى أن «الشعب المصرى الآن ممزق ومنقسم وليس من العدالة طرح الدستور للاستفتاء الآن»، ودعا مرسى إلى أن يلبى صوت الجماهير المعارضة المتطلعة إلى الحرية والعدالة والأمن والكرامة والعزة والاستقرار وأن يشترك فى حوار معهم. ووجه فى رسالته نداء للرئيس جاء فيه «أوجه لك نداء وأتقدم لك برجاء من مصرى يعيش فى أمريكا يريد أن يرى مصر دولة متقدمة ورائدة، أمة واحدة ليست منقسمة، أريد أن أرى مصر تسير إلى الأمام، اقتصادها بلا شروخ وشعبها بلا جروح، ومدارسها وجامعاتها بلا تدهور وقادتها أمناء بلا تكبر»، ويختم خطابه بحفظ مصر من كل سوء. يذكر أن الدكتور مرسى حصل على الدكتوراه بمنحة شخصية من جامعة جنوب كاليفورنيا فى «الموصلات الأيونية الجامدة» عام 1982، وأصبح مدرسا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا، ثم أستاذا مساعد بجامعة كاليفورنيا - نورث ردج،  وبعد رجوعه إلى مصر أصبح أستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق 1985 وحتى 2010.