اعتبرت المستشارة تهاني الجبالي، نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا، أن جماعة الإخوان المسلمين يحاولون حاليا "خطف الثورة" ويسعون إلى السيطرة على جميع المؤسسات بما في ذلك المحكمة الدستورية العليا. وقالت الجبالي في حديث نشرته صحيفة "لو فيغارو"، الخميس: "إن الدستور الجديد، الذي يريدون طرحه للاستفتاء في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يقلل من قدرات الدستورية العليا ويطرح التخلص من ثمانية من أعضائها بما في ذلك أنا ذاتي". وأشارت الجبالي في حديثها، بحسب ما أوردته صحيفة "المصريون"، أن مشروع الدستور يعطي الأزهر الشريف، أعلى مؤسسة دينية سنية في البلاد ، مهمة تفسير الشريعة. وعن تعليق المحكمة الدستورية العليا جلساتها منذ الأحد الماضي وإلى متى سيستمر هذا الإضراب؟ أكدت الجبالي أن الأمر لا يتعلق بـ"إضراب"، ولكنه إيقاف قسري لعمل الدستورية العليا. وأوضحت أنه "في اليوم الذي كان يستعد فيه الأعضاء الـ19 للمحكمة لمناقشة شرعية الجمعية التأسيسية للدستور، التي أُتهمت بالفشل في تمثيل كافة شرائح البلاد، فإن المؤيدين (للرئيس) محمد مرسي منعوا المستشارين من دخول مبنى المحكمة". وتابعت: "منذ ذلك الحين، والمئات من هؤلاء يعسكرون أمام مقر المحكمة وكلما أذهب، لا بد لي من العودة الى الوراء تحت وابل من الشتائم". وأضافت أنها تلقت تهديدات بالقتل عبر رسائل على الهاتف المحمول. وقالت الجبالى إنه منذ ما أطلقت عليه "الانقلاب الدستوري" الصادر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي يحظر أي إجراءات قانونية ضد قرارات الرئيس وضد الجمعية التأسيسية، فإن الرئيس مرسي احتكر السلطات كاملة. وعن رأيها في أسباب الهجوم على القضاء، أشارت الجبالي إلى أن الرئيس مرسي أعلن منذ انتخابه في يونيو/حزيران الماضي الحرب على القضاء. وحاول في بادئ الأمر عودة البرلمان المنحل وفقاً لحكم المحكمة العليا، ثم حاول رجاله التخلص من النائب العام (السابق) في محاولة لإزالة الحواجز التي تحول دون الاستيلاء على السلطة من قبل الإخوان المسلمين. وبخصوص رؤيتها للمستقبل، قالت نائب رئيس الدستورية العليا إن "بلدنا في خطر". وأضافت: "هناك تصعيد للعنف لا يمكن إنكاره"، مشيرة إلى أن المتظاهرين ضد قرارات الرئيس احتشدوا الثلاثاء الماضي وللمرة الأولى أمام القصر الرئاسي. وقالت: "فالمتظاهرون يشعرون بالخيانة، ويطالبون بإسقاط النظام من خلال الشعارات نفسها التي أدت الى سقوط مبارك. ولكن في المقابل حشد الإسلاميون أنصارهم بأعداد كبيرة". واختتمت الجبالي بقولها "إن الأزمة الحالية قسمت البلاد إلى قسمين".