قال متحدث باسم الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، نلسون مانديلا إن وضعه "يتحسن"، بعد قضائه الليلة الثانية في مستشفى في بريتوريا حيث نقل يوم السبت. وأضاف المتحدث، ماك مهراج، أن مانديلا البالغ 94 عاما، يشعر "بالراحة، وليس هناك ما يثير القلق". وكان رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما قد زار مانديلا في المستشفى الأحد، وقال إنه يبدو في وضع جيد بعد قضائه ليلة مريحة أمس. وقد أثارت أنباء نقل مانديلا إلى المستشفى الكثير من القلق في جنوب إفريقيا. وأكد المستشفى للرئيس زوما أن الرئيس الأسبق -الذي نقل السبت لإجراء بعض الفحوص- في أيدي فريق طبي كفء -كما قال المتحدث باسم مانديلا، دون أن يذكر أي تفاصيل عن حالته الصحية أو العلاج الذي يتلقاه. وكان مانديلا قد نقل من بيته في قرية كونو الريفية، الواقعة في إقليم كيب الشرقي، إلى المستشفى في العاصمة السبت.وقالت وسائل الإعلام المحلية إن قرار نقله اتخذ بسرعة بحيث إن بعض أفراد أسرته وأعضاء في مؤسسته لم يعلموا به.وقال مكتب الرئيس زوما السبت إن مانديلا بحاجة إلى الرعاية الطبية من وقت إلى آخر، وهذا أمر يقتضيه سنه. وقال مراسل بي بي سي في جوهانسبرغ، أندرو هاردنغ، إن السلطات حريصة على الحفاظ على خصوصية مانديلا، وعلى التحكم في أي معلومات بشأن حالته الصحية. وأضاف المراسل أن هناك قلقا كبيرا بين أفراد الشعب هنا بشأن الرجل الذي يعتبرونه والد جنوب إفريقيا الديمقراطية.وقد أقيمت الصلوات من أجل الزعيم الأسبق في كنيسة ريجينا موندي الكاثوليكية في منطقة سويتو في جوهانسبرغ، التي كانت مركزا للاحتجاجات وتشييع الجنازات خلال فترة الفصل العنصري.وقال أحد المشاركين في الصلوات "نعم، إنه أمر يقلقنا لأن مانديلا رجل عظيم، لقد فعل أشياء كثيرة للبلاد، إنه أحد أكثر الأشخاص الذين نتذكرهم دوما".وعبر مؤتمر اتحاد نقابات العمال في جنوب إفريقيا عن أمله في أن يكون "بيان الحكومة بشأن حالة مانديلا صادقا"، وحث الزعيم الإفريقي على "سرعة التعافي لمواصلة إلهامنا".وكان نلسون مانديلا قد تقاعد عن الحياة العامة في عام 2004، ولم يعد يشاهد في المناسبات العامة إلا نادرا.وقد كان مانديلا أول رئيس لجنوب إفريقيا من السود في الفترة ما بين 1994 و 1999، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1993. وقبل ذلك قضى مانديلا أكثر من عقدين من حياته في السجن لتزعمه المقاومة ضد نظام الفصل العنصري الذي كانت تمارسه الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا. وكانت آخر مرة نقل فيها مانديلا إلى المستشفى في شهر فبراير/شباط الماضي عندما أجريت له بعض الفحوص الطبية بعد شكواه من مشاكل في البطن. ويقول مراسل بي بي سي إن مانديلا يقضي معظم وقته في قرية كونو القريبة من مكان مولده، وإن ذاكراته آخذة في التراجع، وإن كان زواره يؤكدون أن روحه المعنوية لاتزال مرتفعة.