استكهولهم ـ وكالات
وصف الاتحاد الأوروبي الائتلاف الوطني السوري المعارض بـ"الممثل الشرعي" للشعب السوري بعد استقباله رئيسه أحمد معاذ الخطيب. وفيما تتواصل المعارك في دمشق، سيطر مقاتلون إسلاميون على آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب حلب. اعتبر الاتحاد الأوروبي الاثنين (10 كانون الأول/ ديسمبر 2012) الائتلاف الوطني للمعارضة السورية "ممثلا شرعيا" للشعب السوري، في ختام لقاء مع رئيسه احمد معاذ الخطيب ووزراء الخارجية الأوروبيين ال27. وفي إعلان مشترك، قال الوزراء الأوروبيون إنهم "يقبلون" "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري"، حسب ما أوردته وكالة فرانس برس. وكان بعض البلدان الأوروبية وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا تفضل الذهاب ابعد من ذلك ووصف هذا الائتلاف الذي انشىء في 11 تشرين الثاني/نوفمبر بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. وعلى سبيل التسوية، وافق أنصار التحفظ على اعتبار الائتلاف "ممثلا شرعيا للشعب السوري" وليس ممثلا "عن تطلعات الشعب السوري"، كما كان يحصل حتى الآن. وكان غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني قد قال في وقت سابق إن وزراء خارجية الاتحاد قرروا رفع المكانة السياسية لائتلاف المعارضة السوري. لكن الوزير الألماني أضاف إنه لم تتحدد بعد الصياغة الدقيقة لهذه الخطوة، مشيرا إلى أنه يجري تعزيز هذه الصيغة. وكان الاتحاد وصف المعارضة السورية في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي بأنها "ممثل شرعي لآمال الشعب السوري". وقال فيسترفيله إن "القرار الخاص بتعزيز التعاون (مع المعارضة) هو قرار صائب وأعتقد أن توقيته هو الأفضل، إذ أننا نستفيد حاليا من الوضع على الأرض (في سوريا) كما أعتقد أن هذا إجراء مهم للمساعدة في زيادة تآكل النظام السوري". وقبيل الاجتماع شدد وزير الخارجية الألماني على أهمية اجتماع الاثنين في بروكسل، معتبرا ذلك "هذه إشارة واضحة على رفع مستوى الائتلاف السوري المعارض. هذا الائتلاف يمثل المصالح الشرعية للشعب السوري ونرغب في أن يعترف به الإتحاد الأوروبي". من جانه حث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج دول العالم على الاعتراف الكامل بائتلاف المعارضة السورية بقيادة معاذ الخطيب. وقال هيج قبيل اجتماع بروكسل:"أعطيناهم (المعارضة السورية) اعترافا كاملا، ونأمل أن تقوم الدول الأخرى خلال اجتماع أصدقاء سوريا في مراكش بالاعتراف بهم". ولم يستبعد هيج رفعا جزئيا لحظر توريد الأسلحة لدعم المعارضة السورية عندما يحين موعد تجديد الحظر خلال ثلاثة أشهر، ولكنه أشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب تفكيرا حذرا. وكان الخطيب استقبل في لندن وباريس الشهر الماضي، لكن لهذا اللقاء مع وزراء الخارجية الأوروبيين يحمل "بعدا رمزيا بشكل اكبر" حسب ما قال دبلوماسي أوروبي. ميدانيا استولى مقاتلون إسلاميون الاثنين على كامل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، ما يعزز سيطرة المجموعات المعارضة على الشمال السوري، لا سيما الإسلاميين بينهم. وقال أبو جلال، قائد "لواء أحرار دارة عزة" التابعة للجيش الحر والتي كان لها دور فاعل أيضا في السيطرة على القاعدة، حسب مراسل وكالة فرانس برس، إن رجاله يسيطرون أيضا على "مركز البحوث العلمية" الذي كان يخشى وجود أسلحة كيميائية فيه، مؤكدا أنه لم يتم العثور على مثل هذا السلاح في القاعدة التي غنم منها المقاتلون ذخيرة ومتفجرات وأسلحة خفيفة. يأتي هذا فيما تتواصل الاشتباكات في شمال دمشق، التي وصفت بأنها الأعنف في هذه المنطقة السكنية الراقية من العاصمة منذ بدء النزاع السوري قبل نحو 21 شهرا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى اشتباكات أيضا في الإحياء الجنوبية من دمشق. وقال المرصد في بيان "دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة بالقرب من مسجد الحنابلة في منطقة الشيخ محي الدين الواقعة بين حيي الصالحية وركن الدين بمدينة دمشق". وفي حصيلة مؤقتة للمرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمندوبين في كافة أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية، قتل 64 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم الاثنين. يذكر أنه لا يمكن التأكد من مصدر مستقل حول صحة المعلومات الواردة من سوريا.