واشنطن ـ وكالات
حذر مجلس الأمن في مسودة قرار بشأن تمديد بعثة حفظ السلام في الجولان من أن التوتر بين سوريا وإسرائيل قد يتصاعد لوجود قوات نظامية والمعارضة المسلحة فيها. ومسؤول أممي يعرب عن قلقه من احتمال استخدام الأسلحة الكيمائية.حذرت مسودة قرار صاغتها الولايات المتحدة وروسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمديد بعثة حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل من أن التوترات بين البلدين قد تتصاعد مع امتداد الحرب الأهلية السورية إلي المنطقة. وعبرت مسودة القرار، التي من المنتظر أن يعتمدها مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا غدا الأربعاء، عن القلق لوجود الجيش السوري وجماعات معارضة مسلحة ومعدات عسكرية غير مسموح بها في المنطقة الفاصلة. وجاء في المسودة التي اطلعت عليها رويترز الاثنين "الحوادث التي وقعت مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار أظهرت احتمالات تصعيد التوترات بين إسرائيل وسوريا كما أنها تعرض وقف إطلاق النار بين البلدين للخطر." واقترحت المسودة تمديد قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام المعروفة باسم (يوندوف) ستة أشهر. وتتفق أيضا مع ما توصل إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن "العمليات العسكرية التي نفذتها القوات النظامية أثرت بشكل سلبي على جهود يوندوف للقيام بالمهام الموكلة إليها بشكل فعال."وسيطرت إسرائيل على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب 1967. وبمقتضى وقف لإطلاق النار بدأ سريانه في 1973 لا يسمح بوجود قوات سورية في المنطقة الفاصلة. وأضفيت الصبغة الرسمية عليه في اتفاق وقعه البلدان في 1974. ومازالت إسرائيل وسوريا في حالة حرب من الناحية النظرية.على صعيد آخر، أفاد هيرفي لادسو، قائد قوات حفظ السلام الدولية في الأمم المتحدة، أن الأمم المتحدة سترسل أجهزة للوقاية من الأسلحة الكيميائية إلى قواتها المنتشرة في مرتفعات الجولان وسط تزايد المخاوف المتعلقة بترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية. وأطلع لادسو مجلس الأمن الدولي الاثنين على الجهود لتعزيز سلامة القوات الدولية التي تراقب منطقة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل بعد إصابة خمسة جنود بجروح في هجمات مختلفة. وصرح لادسو للصحافيين عقب حديثه إلى مجلس الأمن "لقد اتخذنا إجراءات لتعزيز الأمن". وأضاف "بالنسبة لأفراد (قوة حفظ السلام) الذين لا يتم تجهيزهم على مستوى قومي (من بلادهم)، فنحن نرسل لهم معدات لحمايتهم من أي هجوم كيميائي إذا ما حدث". وتضم هذه القوة نحو ألف جندي غير مسلح من النمسا وكرواتيا والهند واليابان والفيليبين. وأصيب خمسة جنود نمساويين، جروح اثنين منهم خطرة، عندما تعرضت قافلة تنقل عناصر من القوة من مرتفعات الجولان إلى مطار دمشق لهجوم في وقت سابق من هذا الشهر. كما وقع عدد من الحوادث في منطقة وقف إطلاق النار هذا العام.وذكرت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن سوريا تفكر في استخدام الأسلحة الكيميائية. وفي سياق متصل أكد لادسو أن الأمم المتحدة تعكف على وضع خطط طارئة لإرسال مزيد من القوات الدولية إلى سوريا في حال انهيار الحكومة السورية، إلا أنه لم يكشف عن أية تفاصيل.من ناحيته قال سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن دمشق "قلقة فعلا" من أن تقوم بعض الدول بتزويد جماعات متطرفة بأسلحة كيميائية وأن تزعم بعد ذلك أن الحكومة هي التي استخدمتها. واتهم الجعفري الولايات المتحدة بدعم جماعات "إرهابية" في سوريا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي نشرت الاثنين. وأكد في الرسالة نفي حكومة بلاده نيتها استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال الجعفري إن الحكومة السورية "تدافع عن شعبها من الإرهابيين الذين تدعمهم دول معروفة وعلى رأسها الولايات المتحدة". وتتهم سوريا السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بتسليح المعارضين المسلحين.