كشفت المعاينة التي قام بها المحامي العام لنيابات الأقصر المستشار محمد فهمي، ومدير نيابة قسم الأقصر عمر النقر، سلامة منافذ الدخول والخروج الخاصة بقصر توفيق باشا أندراوس التاريخي، الملاصق لمعبد الأقصر، والذي شهد مقتل صوفي توفيق أندراوس، 80 سنة، وشقيقتها لودي، 82 سنة، في ظروف غامضة، فيما شيَّع المئات من أبناء الأقصر جثماني القتيلتين، عصر الثلاثاء، يتقدمهم القيادات الشعبية في المحافظة، وأقارب العائلة، وأعضاء حزب الوفد، حيث كان توفيق باشا أندراوس أحد القيادات المؤسسة للوفد مع سعد زغلول زعيم ثورة 1919، كما شارك في تشييع الجنازة عدد من رموز التيارت الإسلامية. وتبين لفريق النيابة وجود طابق علوي من نوافذ خشبية هشة يمكن أن يكون قد استغلها الجناة في التسلل إلى القصر من الخلف، وأن جثتي المجني عليهما كانتا موجودتين عند السلم المؤدي للطابق الثاني، وأن إحداهما فقدت إحدى عينيها نتيجة تعرضها للضرب، والأخرى مصابة بأربعة كسور بالوجه والجبهة، حيث تعرضتا للضرب بسيخ حديدي مدبب من الأمام وطولة 40 سم، وعثر على أداة الجريمة إلى جانب الجثتين. واستعجلت النيابة تقرير الطبيب الشرعي وتقرير خبراء المعمل الجنائي بشأن الواقعة، كما استمعت لأقوال مكتشف الواقعة صابر محمد حسن، 37 سنة، ومحامي المجني عليهما عريان عزيز سيدهم، حيث كشفت التحقيقات أن الأول مستأجر الأرض الزراعية الخاصة بالمجني عليهما، وأنَّه توجه إليهما، السبت، لقضاء بعض الحاجيات. إلى ذلك، يقوم فريق أمني رفيع المستوى يشرف عليه مدير أمن الأقصر اللواء أحمد ضيف صقر، ومساعد مدير مصلحة الأمن العام في جنوب الصعيد اللواء إبراهيم صابر، ببحث علاقة المجني عليهما مع 13 من مستأجري الأراضي المملوكة للضحيتين، بجانب اثنين من المسجلين اللذين سبق لهما محاولة سرقة المجني عليهما في العام 2009 . وقال المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا الدكتور منصور بريك، إنَّ القصر الذي كانت تقيم فيه الضحيتان، أحد القصور التاريخية في الأقصر، حيث شُيد عام 1897، وهو القصر الوحيد الذي استقبل الزعيم سعد زغلول في العام 1921، خلال رحلته النيلية التاريخية لمدن الصعيد للحصول علي دعم شعبي لمطالب ثورة 1919. ومثَّل توفيق باشا أندراوس، الأقصر لثلاث دورات في مجلس الأمة خلال عشرينيات القرن الماضي، ولم تنتخب الأقصر نائبًا غيره حتى وافته المنية أثناء إعداده للمؤتمر الوطنى فى السادس من يناير 1935.