اعتبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، أن التدخّل العسكري في مالي ليس كافياً ولن يقود إلى استئصال جذور المشكلة فيها وفي المنطقة ككل، وحذّر من احتمال أن يؤدي إلى قلب التقدّم الحقيقي الذي تم انجازه فيها. وكتب أنان في مقال بصحيفة (الغارديان) اليوم الخميس، أن مكانة غرب افريقيا "تتزايد أهمية كونها تُعد المصدر الرئيسي للذهب واليورانيوم والألماس والغاز والنفط والكاكاو والقهوة، كما أن الولايات المتحدة لوحدها ستعتمد على المنطقة لتأمين 25% من احتياجاتها من النفط بحلول عام 2015". وقال إن التهديدات الأمنية في مالي "كشفت عن أعراض مشاكل أشد عمقاً في المنطقة تحتاج إلى معالجة كاملة، ولذلك فإن التدخّل العسكري لن يحل العوامل الكامنة وراء عدم الاستقرار في غرب افريقيا، مع أنه لم يكن بالإمكان تجنّبه كما أثبتت الوقائع، ويجب على حكومات المنطقة استثمار منافع التنمية لإصلاح القطاع الأمني، والبنية التحتية، والزراعة، والتدريب المهني، والتعليم، وتنظيم الأسرة، إذا ما أردنا الحفاظ على المنطقة في المسار الصحيح". ودعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة من الشخصيات البارزة في غرب افريقيا لدراسة الأوضاع وتقديم اقتراحات حول خطر تهريب المخدرات وتأثيره الضار على الأمن والتنمية والحكم. وأضاف أن هذه اللجنة، التي وافق الرئيس النيجيري السابق، أولوسيغون أوباسانجو، على رئاستها "تهدف إلى رفع مستوى الوعي للأخطار الناجمة عن تهريب المخدرات والجريمة المنظمة، وتقدم اقتراحات عملية لاحتواء هذه المشكلة". وشدد أنان في مقاله على "النظر إلى مشاكل غرب افريقيا بشكل كلي، وعدم التركيز على خطر واحد (في إشارة إلى مكافحة الإرهاب)، مهما بلغت خطورته".