القاهرة ـ وكالات
رغم ما تردد من خلاف بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، عقب قيام الأخير بطرح مبادرة تتناقض في بعض بنودها مع ما يتمسك به الإخوان، مثل المطالبة "بحكومة وحدة وطنية، وإقالة النائب العام"، بعد اجتماعه مع قادة جبهة الإنقاذ المعارضة، فإن الدعوة السلفية أكدت على لسان أحد قادتها، أنه خلاف مرحلي، وليس بالمواقف الإستراتيجية المشتركة التي تتعلق بالإسلاميين.قال الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن حزب النور لم يتحالف مع جماعة الإخوان، ولم يكن يوماً كذلك، سوى بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها الدكتور محمد مرسي، حيث كان قد حشد أنصاره لتأييد القيادي الإخواني السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، خلال الجولة الأولى من الانتخابات.كما ذكر غزلان، في تصريح لـCNN بالعربية، أن حزب النور والتيار السلفي كانوا قد خاضوا الانتخابات البرلمانية السابقة لمجلسي الشعب والشورى، دون أن يتحالفوا مع جماعة الإخوان، بل كانوا منافسين لها.وحول تحالف حزب النور واتفاقه مع الإخوان في الكثير من المواقف، مثل مشروع الدستور، أوضح غزلان أن "الدستور كان قضيتهم، إذ كان لهم أعضاء عديدين بالجمعية التأسيسية، ولكن الآن انتهى الأمر، ولن نتحالف بالانتخابات القادمة.وقال غزلان إنه لا يعرف مبررهم من التحاور مع جبهة الإنقاذ المعارضة، أو بعض المطالب التي ربما تختلف مع جماعة الإخوان، ولكنه أمر يخص حزب النور وله الحرية الكاملة في تقدير ما يراه من أمور."من جهته، قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن هناك نقاط اتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين تسمح بوجود أرضية للتعاون معها، كما توجد نقاط خلافية، ولكنها ليست في المواقف الإستراتيجية التي تتعلق بالإسلاميين.وأشار برهامي إلى دعم السلفيين للدكتور محمد مرسى بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، في مواجهة المرشح أحمد شفيق، حيث كانت الكتلة التصويتية للتيار السلفي سبباً رئيسياً لفوز مرشح الإخوان.كما دافع برهامي عن لقاء قيادات النور بأعضاء جبهة الإنقاذ، وقال: "ليس لأي جهة حق الاعتراض"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، كونها جاءت في إطار دعوة الرئيس للحوار، والتي كانت قد رفضتها قيادات "الإنقاذ."وأشار إلى أن بعض قيادات الجماعة رحبت باللقاء إلا في بعض النقاط، منها مطالبة حزب النور بإقالة النائب العام، واختيار آخر بالانتخاب، وتغيير قانون الانتخابات، وتشكيل حكومة جديدة، وهى أمور يرى بأنها لا ترقى إلى مستوى القطيعة أو الفراق بين الإخوان وحزب النور.وأضاف برهامي أن قيادات النور تربطهم علاقات جيدة بقيادات جبهة الإنقاذ، التي تثق بهم أيضاً، حيث كانوا يستهدفون عقد مبادرة لوقف العنف وتخفيف حدة الاحتقان في الشارع، ورفع الغطاء السياسي والإعلامي عمن وصفهم بـ"المخربين"، وهو ما قامت به مؤسسة الأزهر، بأن جمعت كل القوى السياسية لنبذ العنف.كما نفى نائب رئيس الدعوة السلفية أن يكون هناك اختلاف بشأن الدستور، ولكن فكرة تعديل بعض بنوده يجب أن يتم من خلال المجالس المنتخبة.وأكد أنه لن يكون هناك تحالف بالانتخابات البرلمانية القادمة مع جماعة الإخوان المسلمين، مثلما حدث بالانتخابات البرلمانية السابقة، غير أنه أكد على أهمية أن تتحلى الانتخابات بالمنافسة الشريفة.