القاهرة ـ وكالات
تقول الأمثال العربية إن "الأرض هي العرض"، ولكن بالنسبة لمزارعي مصر الفقراء، فإن الأرض تمثل الحياة بعينها.. وعلى مر أجيال متلاحقة واصل سكان جزيرة "قرصاية" حرث الأرض، وصيد الأسماك في المياه الموحلة، بينما تبسط مدينة القاهرة ذراعيها من حولها.ولفت موقع الجزيرة، التي تتوسط نهر النيل في الجزء الجنوبي من العاصمة المصرية، نظر الكثير من المستثمرين، وخاصةً مطوري ووكلاء العقارات، الذين سعى بعضهم للحصول على مساحات من أرض "قرصاية"، وهو أمر لا يخفى على السكان الذين يعيشون على هذه الجزيرة منذ عشرات السنين. ولا يمتلك السكان الأراضي التي يعيشون عليها، بل استأجروها منذ أعوام من الحكومة المصرية، والتي رفضت مؤخراً تجديد عقودهم، وبدأت تتخذ الإجراءات لترحيلهم من الجزيرة، إلى أن أحكم الجيش قبضته على مناطق واسعة من الجزيرة.ورغم أن إحدى المحاكم قضت بحق السكان في البقاء على الجزيرة، إلا أن قوات الجيش اقتحمت الجزيرة صبيحة أحد أيام شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مما أدى إلى وقوع مصادمات، نتج عنها مقتل أحد الصيادين بعيار ناري، بالإضافة إلى اعتقال 25 شخصاً بانتظار محاكمتهم.إلا أن الجيش أكد، على لسان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد علي، في يناير/ كانون الثاني، أنه لم تكن لدى قواته أي نية في إخلاء السكان من جزيرة قرصاية.ويقول كثيرون من سكان الجزيرة إن الجيش يمنع الصيادين من الصيد في المناطق القريبة من المواقع العسكرية ليلاً، رغم أنه الموعد الأفضل للصيد، الأمر الذي يزيد مخاوفهم من أن يبقى مصيرهم مجهولاً، بعد فقدان مصدر حياتهم.