يخضع جون برينان الذي عينه الرئيس الاميركي ليرأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) الخميس لمساءلة مجلس الشيوخ الاميركي الذي قد يلغي تعيينه بسبب الجدل حول حملة الطائرات من دون طيار التي كان من مهندسيها. في صدفة توقيت او مناورة مدروسة تجري جلسة الاستماع الى برينان في مجلس الشيوخ بعد يومين على تسريب وثيقة سرية تابعة لوزارة العدل تبرر شن هجمات اميركية قاتلة في الخارج ولو استهدفت مواطنين اميركيين. عند اعلان اوباما قبل شهر عن اختياره جون برينان "الذي لا يكل" حث الشيوخ على اقرار تعيينه "في اسرع وقت ممكن" على رأس وكالة الاستخبارات الاميركية النافذة وهو منصب محوري في مجال الامن القومي. لكن لتثبيت توليه مهامه على برينان ان يكسب اصوات الشيوخ الجمهوريين في الغرفة العليا حيث لا يملك حلفاء الرئيس الديموقراطي الاكثرية اللازمة لتجنب عرقلة من خصومهم. ويشارك جون برينان البالغ 57 عاما من بينها 25 في السي آي ايه في مكافحة القاعدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وهو يعمل بشكل قريب مع اوباما منذ اربع سنوات وكان موجودا الى جانبه في قبو البيت الابيض يوم قتلت فرقة كوماندوس اميركية زعيم القاعدة اسامة بن لادن. انه احد الخبراء "الاكثر كفاءة واحتراما" في مجال الاستخبارات والامن القومي، على ما اكد اوباما الذي سبق ان عينه مستشارا مقربا في مكافحة الارهاب. ويبرز من بين مشاريعه الاهم في هذا المنصب برنامج الغارات بطائرات من دون طيار الذي انطلق عام 2004 في اثناء رئاسة جورج بوش لكنه تكثف كثيرا في اثناء ولاية اوباما. ونسق برينان "لائحة الافراد المستهدفين بالقتل" المنتمين الى القاعدة واشرف على ضربات الطائرات من دون طيار في باكستان واليمن والصومال. عندما كان برينان يدير انشطة السي اي ايه في السعودية لعب دورا محوريا في المفاوضات مع الرياض من اجل اقامة قاعدة سرية في البلاد لانطلاق الطائرات من دون طيار الاميركية لمكافحة القاعدة في شبه جزيرة العرب وهي فرع للتنظيم في اليمن. واستخدمت هذه القاعدة على الاخص في هجوم ايلول/سبتمبر 2011 الذي قتل فيها الامام المتشدد انور العولقي الاميركي المتهم بتولي مهاما قيادية في القاعدة الى جانب مواطنين اميركيين اخرين. وفيما تندد منظمات حقوق الانسان باستمرار بهذه الحرب السرية ستقوم لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ببحثها بالتفصيل. وبعد ان رفضت الحكومة الاميركية مطولا الكشف عن اي وثيقة اعلن مسؤول في الادارة مساء الاربعاء ان اوباما سيطلع المشرعين على وثائق سرية. وقال المسؤول "اليوم، في اطار التزام الرئيس المستمر استشارة الكونغرس في شؤون الامن القومي امر الرئيس وزارة العدل تزويد لجان الاستخبارات في الكونغرس بوثائق سرية تعود لمكتب الاستشارات القانونية على صلة بموضوع وثيقة وزارة العدل". وانذر عدد من الشيوخ بانهم سيستخدمون تثبيت تعيين برينان ورقة ضغط لاجبار الادارة على مشاطرة المزيد من المعلومات حول التبريرات القانونية والدستورية لقتل الحكومة الاميركية مواطنيها. وحذر مدير منظمة العفو الدولية زيكي جونسون من انه "على لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الحصول على اجابات دقيقة من جون برينان حول مدى ضلوعه في سياسات التعذيب والاعتقال لمدة مفتوحة في غوانتانامو والهجمات الدامية من جون محاكمات". عام 2009 ادت تصريحاته حول استخدام التعذيب في اثناء ولاية جورج دبليو بوش فيما كان ضالعا في برنامج الاستجواب المشدد الى الامتناع عن تكليفه بادارة السي اي ايه. وفي حال حصوله على موافقة مجلس الشيوخ سيخلف برينان الجنرال السابق ديفيد بترايوس الذي اضطر الى الاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر بعد الكشف عن علاقة له خارج زواجه مع كاتبة سيرته الذاتية.