أسوان - مصر اليوم
تختلف محافظة أسوان وملامحها خلال شهر رمضان عن المحافظات الأُخرى، بداية من الطقوس إلى الأطعمة فالأكل بقدر بساطته إلا أنه جعل على السفرة الأسوانية ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ولا يخطر على بال أي جائع.
ويتحول "الأبريق والحلومر" في رمضان الصيفي، إلى مشروبين رسميين، لما لهما من مذاق خاص مصنوع من القمح والذرة وتقدم مثلجة، ويحبه أي شارب لهما، إضافة إلى المشروبات الطبيعية كالكركديه والدوم والتمر هندي والخروب، لكن في الشتاء لا بديل عن مشروب "المديدة" الساخن.
وتحدثت أمل رمضان من غرب سهيل، إلى بوابة "أخبار اليوم" عن الأبريق باعتباره المشروب الرسمي في رمضان، ولا يخلو منه بيت نوبي، وعبارة عن ذرة مطحونة يُصنع منها عجينة بالخميرة، وتترك إلى أن "تتخمر"، ثم يتم فردها في قرص صاج دائري فوق النار يُعرف بـ"الديو" على هيئة رقاق وأخف من الرقاق بكثير.
وذكرت الأسوانية "أمل" يُترك الأبريق حتى يجف على الصاج، ثم يمكن أخذ كمية من الأبريق وتحويلها إلى قطع صغيرة وتوضع في أبريق ماء مُحلى بالسكر، ثم يضاف إليه عصير الليمون الخام أو يشرب بإضافته على أي عصير دون إضافة الليمون.
وتتحدث الحاجة أم النور من قرية غرب أسوان على طريقة الكريب الأسواني، وقالت عن "السناسن" بقولها "إنها تخبز من دقيق القمح بعد غربلته مخلوط بقليل من دقيق الذرة، وبعد عجنه يُترك لمدة حتى يخمر، ثم يسوى على قرص دائري من الحديد موضوع على النار يشبه فرن تسوية فطيرة الكريب والخبز السوري".
وأكدت أم النور أن السياح والمرشدين يطلبونه دائمًا في الوجبات، التي تقدم لهم في القرى النوبية، ويُفضل تناوله مع "الويكة الناشفة" أي البامية الناشفة والملوخية والفتة والعدس.
هنا في قرية دابود تجلس الحاجة نادية مستمتعة بكل لحظة تجهز فيها خبز "الدوكة"، إذ يتم تسويته بدون تخمير، ويخلط دقيق القمح بالماء ويضاف عليه قليل من الملح ويقلب جيدًا ثم يصب على قرص الحديد الدائري فوق النار حتى يسوى ثم يقلب على وجهه الأخر ليستوي أيضا، وبعد ذلك يحفظ في فوط من القماش حتى يظل طازجا ولا يجفف، فيما يشبه طريقة صنع وتسوية الكنافة اليدوي.
وتتحدث الحاجة نادية بفخر شديد، عن أن خبز الدوكة يقدم على السفرة بعد تطبيقه كالمنديل على شكل مثلثات، ويفضل تناوله محشو بالفول أو الجبنة وأيضا المربى، كما يعد منه فتة الدوكة باللبن والسكر، والتي تشبه فتة الرقاق.