جثة شاب سوداني سر الرائحة الكريهة

الساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل، رائحة كريهة تنبعث بمحيط العقار رقم 21 المكون من 6 طوابق بمنطقة المعادي، اجتمع الجيران  بالشارع وظل الجميع يبحثون عن مصدر الرائحة ظنًا منهم أن هناك حيوان نافق بجوار العقار أو "المنور" الخاص به، نزل جميع سكان العقار من شققهم، إلا شخص واحد يدعى جمال السوداني، فتوجه اثنين من جيرانه إلى الشقة وعند اقترابهم من الباب، زادت الرائحة الكريهة، فجرى إخطار الشرطة، وعقب حضور ضباط المباحث وفتح باب الشقة، عثروا عليه جثة هامدة داخل غرفة النوم.

وبمعاينة الشقة لم يعثر على أي آثار عنف أو وجود سرقة، وتبين سلامة جميع النوافذ، فقرر اللواء محمد منصور، مدير مباحث العاصمة تشكيل فريق من المباحث الجنائية لكشف تفاصيل المأساة، فيما أفادت روايات شهود العيان من الجيران، بأن الضحية في منتصف العقد الثالث من العمر، ويقيم بالشقة بمفرده، أصيب بالعمى منذ عامين ونصف تقريبًا إثر حادث سيارة، وكان يعاني نظرًا لعدم وجود أي مصدر رزق أو وظيفة يعول بها عن نفسه، وكان يعتمد على ما يرسل إليه من أقاربه، وأصيب بحالة نفسية بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف العلاج.

ورجحت الشرطة والأهالي، أن الضحية انتحر بسبب عدم قدرته على توفير نفقات العلاج، وأخطرت الجهات المختصة واستعدت الشرطة أقارب الضحية، وتبين تطابق رواية الجيران مع أقارب المجني عليه، وجرى إخطار النيابة العامة لاتخاذ الإجراء القانوني في الواقعة.
وكان اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، تلقى بلاغا من مأمور شرطة المعادي، يفيد بالعثور على جثة سوداني داخل شقته في منطقة المعادي، وتبين من التحريات عدم وجود شبهة جنائية.