الدكتور سعد الدين إبراهيم

أكّد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأميركية في القاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعد الدين إبراهيم، أن المصالحة بين الإخوان والنظام، شأنها شأن من يعقدون صفقات في السوق السياسي، مشيرًا إلى أن الفرقاء السياسيين كلا منهم يتحفظ على الأقل في البداية حتى ولو شكليا حتى يرى ما سوف يقدمه الفريق الأخر لهم، وكأي سوق آخر البائع يعرض بضاعته بسعر مرتفع جدا، والمشتري يريدها بسعر منخفض جدا، وينتظر الاثنان كلا منهم الأخر على أمل أن يعرض سعر أخر.

وكشف إبراهيم، عن شروط الدولة للتصالح مع الإخوان، مشددًا على أن الدولة لها 3 شروط لتحقيق ذلك، "الدولة تريد من الإخوان ثلاثة أشياء، أولا أن يكفوا عن العمل السري، وإظهار جميع ما يقومون به للنور، فما نراه من أعمال الإخوان ونشاطهم لا يمثل سوى 30% من مجمل أعمالهم والباقي تحت الأرض، وثانيا، الكف عن جميع أنواع العنف،  ثالثا، الاعتذار للشعب المصري"، وأوضح أن مطالب الجماعة من الدولة هي، الإفراج عن جميع قيادتهم والسماح لهم بالعمل السياسي بحريه، وإلغاء جميع قرارات التحفظ على أموالهم، مؤكدًا أن الطرفين ينتظران ماذا سوف ينفذ الطرف الأخر أيا من هذه الطلبات.

وأشار إلى أن المشهد الآن، داخليا، يتصف بالسيولة والحركة، والمتحكم في هذه السويله هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة للمجلس العسكري، أما باقي المؤسسات الموجودة على الساحة ليسوا أصحاب قرار، بل منفذين فقط، أشبه بالمشجعين على أمل أن ينالوا جزء من الكعكة السياسية، ومضى بالقول "أما بالنسبة للمشهد المصري الإقليمي، مصر تقوم بدور كبير كان غائب عنها في المنطقة العربية، وكان هذا الغياب السبب الرئيسي في اضطراب الإقليم العربي، وما أنا عادت مصر عاد إلية الهدوء والاتزان،  وبالأخص في ليبيا والعراق وسورية، وجميع هذه الأطراف رحبت بالدور المصري، في الوساطة والتوفيق في حل النزاعات بين كل من تلك البلدان وجيرانها"، مؤكدًا وجود علامة استفهام كبيره في علاقة مصر وقطر وتركيا وإيران، لأن تلك الدول لها مخططاتها التي تصطدم في الكثير منها مع المصالح المصرية في المنطقة، لذلك يعتبر التحالف المصري الإماراتي السعودي، هو الخط القوي في تواجد مصر الإقليمي.