عبد الرحمن الجباس

أرجع عبد الرحمن الجباس، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، لجوء المواطنين إلى إلقاء جلود الأضاحي بالشوارع إلى تدنى الأسعار عالميًّا؛ نظرًا لحالة الكساد في السوق العالمية للجلود، والتي تعد الحرب التجارية بين أميركا والصين أحد مسبباتها.

وأوضح الجباس، في تصريحات لـ "فيتو"، أن التخلص من الجلود في الشوارع يرجع إلى تدني أسعار الجلد عالميًّا، لافتا إلى أن أسعار الجلود مرتبطة بالأسعار العالمية، وأكد أن الدباغة صناعة تصديرية.


وأشار إلى أن قطعة الجلد الطبيعى تمر بمراحل عديدة، بداية من "الجزار أو صاحب الماشية"، وصولًا إلى المدبغة، وتتضمن قيام العامل بتمليح الجلد، ثم نقله، وأيضا الانتظار لموعد معين للبيع، مما يمثل تكلفة لـ "تاجر الجلد الخام".

وأوضح الجباس أن هناك كسادًا عالميًّا في سوق الجلود، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب من بينها: الحرب التجارية بين أميركا والصين، مما جعل الأخيرة تمتنع عن شراء الجلود الخام من أميركا الجنوبية والشمالية بوجه عام؛ مما ساهم في خلق وفرة كبيرة في الجلد الخام نتج عنه تدني السعر، لأن أميركا لم تعد تشتري من الصين منتجات جلدية، وبالتالي الصين امتنعت عن شراء الجلد الخام منها.

وأشار إلى أن الموضة في الصيف والشتاء أصبحت "الأحذية الرياضية"، والمصنوعة من خامات صناعية، وليس جلود طبيعية، وبالتالى فليس هناك طلب على الجلد الطبيعى، وأيضا المنتجات الحريمى منتجة من الجلد الصناعى، كما تم الاعتماد على منتجات الجلدية للتنجيد على الجلد الصناعى؛ مما أضاف نوعا من الكساد في الطلب على الجلد الطبيعى، وبالتالى نتج عن ذلك وفرة كبيرة.

ولفت إلى أن المدابغ لا ترغب في الشراء لأنها لا تستطيع بيعها بالخارج نتيجة الكساد العالمى.. وفى المقابل فإن تاجر الجلد الخام يفكر في بعض النقاط، وهى "ما يتحمله من مصاريف ذكرته سابقا، بالإضافة إلى أنه سيضطر إلى تخزينه انتظارا لموعد بيعه مما يمثل أعباء عليه، ويكون الاتجاه الآخر هو التخلص منه لتفادي تلك المصروفات".

وأشار إلى أنه كان يتم بيع قطعة الجلد البقري والجاموسي من الجزار لتاجر الجلد بسعر 400 جنيه منذ 4 شهور، بينما تراجع سعرها اليوم ليصل إلى ما بين 100 و70 جنيهًا؛ مما يعد تراجعا واضحا، وبالتالى فإنه يتجه للتخلص منه.

وقال عبد الرحمن الجباس: إن البرازيل، على سبيل المثال، كانت تتخلص من الجلود من خلال دفنها في مدافن صحية وخفية بعيدا عن التلوث البيئى؛ نظرا لعدم وجود طلب عليها، وكان يتم توريدها لمصانع الجيلاتين كجلد كامل، بعد ما كان يتم توريد جزء منها فقط لصناعة الجيلاتين وذلك لعدم قوة الطلب على الجلد.

وقد يهمك أيضًا

زيادة أسعار الجلود بنحو 60 % خلال 11 شهرًا

"أصحاب المدابغ" تحذر من كارثة بيئية لانخفاض أسعار الجلود لـ 50 جنيهًا