القاهرة -مصر اليوم
تحوَّلت أفراح وزغاريد وطبول، أسرتان تغمرهما الفرحة بعروسان يستعدان لخوض حياتهما الجديدة معًا، إلى صرخات، حيث انطلقت بعد لحظات رصاصات وقنابل الإرهاب الغادر، لتتحول تلك الزغاريد وتنتشر الدماء على ملابس العرس لتتحول للون الأحمر، وتخفت أصوات الطبول وتتغير دموع الفرح إلى أخرى يملؤها الحزن والحسرة، وتنطفئ تلك الحياة المنتظرة.
مشهد العرس الذي حوّله غدر الإرهاب إلى مأتم، شهده حادث معهد الأورام الإرهابي، الذي راح ضحيته 20 شهيدًا، حيث كان من بينهم 18 شهيدًا من عائلتين، كانتا عائدتين للتو من حفل خطوبة، مستقلين سيارتي "ميكروباص"، انفجرت إحداهما خلال الحادث.
وكانت العروس في سيارة بجوار خطيبها، فصلتها ثوانٍ قليلة عن سيارة كانت تقل والدها ووالدتها، والتي انفجرت بهما وباقي أفراد العائلة، لتغير وجهتها نحو المستشفى التي انتقلت إليها بفستان الخطوبة، وانتظرت جثماني والديها اللذين أتيا به من حلوان بعد وقوعهما في النيل من أثر الانفجار مثلما حدث في بعض الجثامين الأخرى.
وعاشت كنيسة العذراء بـ "الوراق"، مشهدًا مماثلًا عام 2013، حين فتح ملثمان النار على زفاف أمام الكنيسة، كان يستعد أصحابه لدخولها وبدء مراسم الزواج، في حادث إرهابي غادر راح ضحيته 4 أشخاص، من بينهم الطفلة مريم أشرف، ذات الـ8 سنوات، وإصابة 17 آخرين.
وشهد محيط معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، انفجارًا مدويًا، مساء أمس الأحد، نتج عن سيارة تحمل متفجرات، بشارع كورنيش النيل أمام المعهد، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، وفقًا لمصدر أمني.
وتوصَّلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة؛ استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات لـ20 حالة بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، مقدمة التعازي لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين.
وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي، متمنيًا الشفاء للمصابين، متوعدًا بمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره.
وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.
قد يهمك ايضا
أول تعليق إٍسرائيلي على التفجير معهد الأورام المتطرف
قاض عراقي ينفي تلقي بغداد أي طلب لمحاكمة "الدواعش" الفرنسيين