كييف - مصر اليوم
عادت قضية الخلافات بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني إلى الواجهة، بعدما تحدثت تقارير إعلامية في بداية الأسبوع، بأن واشنطن ولندن ضغطتا على زيلينسكي للعدول عن قرار إقالة زالوجني، الذي يتمتع بشعبية عالية بين قيادات الجيش الأوكراني.وأوردت التقارير أن القضية سُوِّيت وحُلَّت بعدما انحازت معظم قيادات الجيش إلى جانب زالوجني.
وكان زيلينسكي قد اجتمع مع زالوجني، الاثنين، وطلب منه تقديم استقالته لكنه رفض، كما رفض آخرون تولي المنصب، ما اضطر الرئيس إلى التراجع عن قراره، وفق تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، الثلاثاء، نقلاً عن ضباط رفيعي المستوى.وعاد الحديث مجدداً عن الخلافات بين الطرفين، وقال مصدران مطلعان، الجمعة، إن الحكومة الأوكرانية أبلغت البيت الأبيض بأنها تخطط لإقالة أكبر قائد عسكري في البلاد يشرف على الحرب ضد القوات الروسية. وتأتي هذه الخطوة للإطاحة بالجنرال فاليري زالوجني (50 عاماً) الذي اختلف مع زيلينسكي بشأن مجموعة من القضايا، بعد هجوم مضاد أوكراني العام الماضي فشل في استعادة مساحات كبيرة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.وأخطر زيلينسكي المستشارين الرئاسيين بأن تقييمهم للوضع العسكري كان أكثر إيجابية بخصوص هجوم الصيف المضاد والوضع العسكري على الجبهة بشكل عام مما كان يحدث بالفعل، وطُلب من زالوجني الاستقالة. كما أفادت «التايمز» بأن زيلينسكي اضطُر إلى التراجع عن هذا القرار بضغط من واشنطن ولندن، ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.
وجاء في تقرير «التايمز» أنه عندما رفض زالوجني، قال زيلينسكي إنه سيوقع مرسوماً بإقالته. وأضاف التقرير أنه بعد أن رفض الخلفاء المحتملون تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة، اضطُر زيلينسكي إلى التراجع عن قرار الإقالة واستمرار زالوجني في منصبه.وقال مصدر مقرب من مكتب زيلينسكي إن الرجلين دخلا في نزاع حول حملة تعبئة عسكرية جديدة، إذ يعارض الرئيس اقتراح زالوجني بتعبئة 500 ألف جندي جديد، لكن المصدر أضاف أن عملية إعفاء زالوجني من منصبه بوصفه قائداً للقوات المسلحة الأوكرانية معلقة في الوقت الحالي، بينما يعمل الجانبان على خطواتهما التالية. وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، كما نقلت «رويترز» عنه، أنه من غير الواضح كم من الوقت ستستغرق هذه العملية.
وقال مصدر ثانٍ مطّلع إن البيت الأبيض لم يعبر عن موقف بشأن خطة استبدال زالوجني. وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من أوردت أن أوكرانيا أبلغت البيت الأبيض بخطة إقالة زالوجني. وقال المسؤولون الأميركيون لأوكرانيا إنهم لا يعارضون إقالة زالوجني، وفق ما ذكر المصدر المقرب من مكتب الرئيس الأوكراني. وأضاف المصدر: «الولايات المتحدة توافق على طرد أوكرانيا له».وتابع: «في الوقت الحالي، توقف الجانبان (الرئيس والجنرال) لتحديد الشكل الذي سيبدو عليه المستقبل، وفي الوقت الحالي سيظل الوضع الحالي حتى إشعار آخر». وقال المصدر إن الاحتكاكات بين زيلينسكي وزالوجني بشأن التعبئة تتعلق بوجهة نظر الرئيس بأن الجيش لديه عدد كافٍ من الأفراد يمكن استخدامه بشكل أكثر كفاءة. وأضاف: «يصر زالوجني على تعبئة نصف مليون رجل. ويعتقد زيلينسكي أن ذلك ليس ضرورياً الآن».
ويحظى زالوجني، المعروف باسم «الجنرال الحديدي»، بشعبية كبيرة، وقد تؤدي إقالته إلى الإضرار بالروح المعنوية للقوات الأوكرانية التي تقاتل للحفاظ على مواقع على طول أكثر من 1000 كيلومتر من الخطوط الأمامية ضد قوة روسية ضخمة مسلحة بمخزونات كبيرة من الذخيرة. وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في الذخيرة الحيوية، وقد عرقل خلاف بين البيت الأبيض وبعض أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين الموافقة على حزمة مساعدات جديدة.ورأى قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني في مقال له نُشر، الخميس، أن أوكرانيا قد تُضطر إلى تعديل استراتيجيتها العسكرية بسبب انخفاض المساعدات الخارجية. وقال زالوجني في مقال رأي لشبكة «سي إن إن» إن حلفاء أوكرانيا الرئيسيين «يتنازعون» بشأن الدعم المستقبلي لكييف. وأضاف زالوجني: «علينا التعامل مع انخفاض الدعم العسكري من الحلفاء الرئيسيين الذين يخوضون نزاعات تتعلق بالتوترات السياسية الخاصة بهم». ولفت زالوجني أيضاً إلى أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تعزيز القوة البشرية لجيشها ما لم يتخذ المشرعون إجراءات «لا تحظى بشعبية» لتعبئة مزيد من الرجال، وهي قضية مثيرة للجدل في أوكرانيا. وطلب الجيش الأوكراني من زيلينسكي تجنيد نصف مليون شخص إضافي لاستبدال الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا فترات طويلة في مواجهة 600 ألف جندي روسي. لكن في يناير (كانون الثاني)، رفض البرلمان مناقشة مشروع قانون يهدف إلى تعبئة مزيد من القوات، وسط انتقادات شديدة من الشعب الأوكراني ونوابه.ومن جانب آخر، اتهم الكرملين واشنطن بتحريض كييف على مواصلة الحرب وذلك بعد الزيارة، التي قامت بها فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأميركي لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لمراسل التلفزيون الحكومي الروسي بافيل ساروبين الذي نشر التسجيل على موقع «تلغرام»، السبت: «الأميركيون يسببون (بذلك) مزيداً من الألم للأوكرانيين، وهم يعملون على وفاة المزيد من الأوكرانيين». وأضاف بيسكوف أن الولايات المتحدة طرف مباشر في الصراع، وأنها تتورط فيه بشكل متنامٍ، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن هذا لن يؤثر في نتيجة الحرب.
وكانت نولاند قد وصلت إلى كييف، يوم الأربعاء الماضي، لعقد لقاءات مع قيادات الحكومة الأوكرانية وقدامى المحاربين وممثلي المجتمع المدني في الجمهورية السوفياتية السابقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
زيلينسكي يحث قواته على المبادرة في القتال مع الدخول في الشتاء وتقدم القوات الروسية شرقاً