الدكتور شوقي علام

 أشاد مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، بجهود الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، وطالب الجنود البواسل الذي يواجهون أعداء الوطن ويهددون أمنه بألا تأخذهم بهم رأفة ولا رحمة، فهم أعداء الدين والأوطان معًا، بحسب قوله.

وقال مفتي الجمهورية، في حديثه لبرنامج (حوار المفتي)، الجمعة، تحت عنوان (حب الأوطان):" إن حب الوطن أمر غريزي فطري، جاء الإسلام متوائمًا معها، وإن حب الوطن لابد أن يُترجم إلى برامج عمل تخدم هذا الوطن كل في مجاله، ونحن عندما نتكاتف جميعًا ونعمل لصالح الوطن فهذا ترجمة عملية لحب الوطن، بالإضافة إلى أن عدونا إذا رآنا على هذه الحالة فإنه يفكر ألف مرة إذا أراد أن يهددنا"، وأضاف أن الإسلام وكل الرسالات السماوية التي أوحى الله تعالى بها إلى رسله متوافقة مع الفطرة وليست متناقضة معها، وعليه يكون كل حكم شرعي متطابقًا مع الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وأن الانتماء للدين لا يتنافى أو يتعارض مع الانتماء للوطن أو الأسرة أو البلد بل هي دوائر يكمل بعضها بعضًا.

وبشأن دعوة بعض الجماعات المتطرفة إلى إزالة الحدود بين الأوطان وإقامة الخلافة، قال مفتي الجمهورية "هذه دعوة خبيثة يراد منها الوصول إلى أغراض سياسية وهي سلطة الحكم"، وأوضح أن هؤلاء المتطرفين استغلوا حب الناس للدين فدغدغوا مشاعرهم بهذه الدعوة لكي يصلوا إلى مآربهم، والخلافة لم تكن غاية بل هي وسيلة لإدارة شئون الناس، ونحن إذا حققنا ما فيه منفعة للناس فنحن بذلك قد حققنا قضية الخلافة.

وأكد علام أن قضية الخلافة قضية سياسية فرعية نقلت عند بعض المذاهب الفقهية من قضية فرعية إلى قضية إيمانية داخلة في أصول العقائد، ومن ثم إذا دخلت في هذا الحيز تثير إشكالاً، وهذا ما فعله الإخوان وغيرهم من المتطرفين لكي يلبثوا الأمر على الناس ويصلوا إلى غايتهم الخبيثة، موضحًا أن الأحكام الشرعية من الأوامر والنواهي جاء بها الإسلام لجلب المصالح للناس ودرءا المفاسد عنهم في الدنيا والآخرة، لأن الشريعة بكل أحكامها جاءت لتحقيق مصالح الناس.

وتحدث مفتي الديار عن ترك البعض مجاله وتخصصه للتفرغ للدعوة، حيث عتب على كل طالب علم في أي تخصص ما يتركه ويقول إنه داعية، مؤكدًا أن كل واحد منا داعية في تخصصه، لأنك تبني في مجتمعك؛ ومجال الدعوة ليس قاصرًا على الوعظ والإفتاء فقط بل الدعوة تكون في كل التخصصات.