الغاز في البحر المتوسط

 أكّدت مصادر صحافية، أن مصر نجحت في قلب الطاولة على تركيا من أجل أن تصبح مركزا للغاز في الشرق الأوسط والمورد للغاز إلى أوروبا، وفي تقرير تحت عنوان "تصاعد التوترات حول الغاز في البحر المتوسط" أوضحت مجلة "أورويون فانتنيام" الفرنسية أنه "بعد المصالحة بين تركيا وإسرائيل في يونيه 2016، انطلقت مفاوضات بين الدولتين من أجل إنشاء أنابيب نقل غاز تسمح بنقل الغاز الإسرائيلي إلى السوق الأوروبي مع توفير الغاز للسوق التركي، مما يجعل تركيا بمثابة هذا المعبر والمركز لنقل الغاز للقارة الأوروبية التي تريد أن تتخلى عن الغاز الروسي الذي يراهن عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد الدول الأوروبية، غير أن تركيا واجهتها مشكلة في ذلك، وهي قبرص، إذ أن هذا الخط كان من المفترض أن يعبر المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص، ووجدت هذه الأخيرة الفرصة سانحة لتحدي تركيا".

وأضافت المجلة أن "قبرص عارضت مرور هذا الخط ضمن منطقتها، موضحة أن السياسات الإقليمية التي يتبعها أردوغان منعت تركيا من الاستفادة من هذا الكنز الغازي في البحر المتوسط، إذ وجدت تركيا نفسها أمام تحالف كبير بين قبرص واليونان ومصر على وجه الخصوص"، وبيّنت أنّ "أوروبا أصبحت بمثابة فرصة لمصر وقبرص خاصة مع التوتر بين روسيا والقارة العجوز والمتنامي منذ الأزمة الأوكرانية في 2014".
وأشارت "أورويون فانتنيام" الفرنسية إلى أن "أوروبا تشجع أيضا مصر وقبرص على لعب هذا الدور"، غير أن مشروعًا جديدًا قلب الطاولة على تركيا، إذ قامت شركة خاصة مصرية بتوقيع اتفاق على استيراد الغاز الإسرائيلي والقيام بتسييله في المنشآت المصرية، وتجري مصر في الوقت نفسه مفاوضات من أجل الدخول ضمن خط الأنابيب الذي سيتم بناؤه بين قبرص وإيطاليا وإسرائيل، والذي سيسمح بتصدير الغاز إلى أوروبا مباشرة ،وأنّ "مصر أصبحت أكثر النماذج الأقوى القادرة على التفوّق على إسرائيل وقبرص أيضا من أجل تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا".