القاهرة – أكرم علي
أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أن الأديان السماوية الثلاثة لها تاريخ في مدينة القدس، لكن التاريخ الإسلامي يختلف عما سبقه في المدينة وأن تاريخه ناصع البياض، فتاريخ القدس قبل الإسلام كان تاريخ صراع ودماء، وبمجرد أن فتح المسلمون القدس أصبحت مدينة مستقرة آمنة يعامل فيها الجميع معاملة كريمة، وظلت كذلك حتى قبل دخول الاستعمار الصهيوني.
وأضاف الطيب خلال حديثه الأسبوعي، الجمعة، أن تاريخ القدس يبدأ باليبوسيين العرب وهم عرب، لأنهم كنعانيون، والكنعانيون عرب، وهناك دراسات غريبة تريد أن تثبت في الأذهان أن الكنعانيين ساميون وليسوا عرب، بل بالعكس هم أصل العرب، وهم الفلسطينيون الآن، فقد بدأ تاريخ القدس بداية عربية منذ 5 آلاف سنة، ومنذ ذلك الحين كل ما حدث من غزوات كان أصحابها إما يطردون أو يذوبون في المجتمع المقدسي العربي، وهذه سنة الله في المستعمرين، ولم تغير هذه الموجات صفة العروبة فى الشعب الفلسطيني أو المقدسي منذ 5 آلاف حتى الآن.
وأوضح الإمام الأكبر أنه يجب التفرقة بين كون القدس عربية وكونها إسلامية، فالقدس عربية منذ القدم وستظل كذلك، ولا يعني ذلك أنها بالضرورة كانت إسلامية، فالمقدسيون وُجدوا قبل الإسلام بل وقبل المسيحية واليهودية، فقد دخل الإسلام إلى المدينة سنة 635 ميلادية الموافق 15 هجرية، أي أن عمر الوجود الإسلام 1383 سنة، وسبقه وجود مسيحي ووجود وثني متمثل في الدولة الرومانية التي كانت وثنية، وترفض الأديان سواء اليهودية أو المسيحية، فالدولة الرومانية لم تدخل إلى المسيحية إلا في وقت متأخر على يد الإمبراطور قسطنطين.