رحب مصدر في حكومة جنوب السودان بالخطوة التي أقدمت عليها السلطات في الخرطوم بتوقيف أحد قادة المعارضة المسلحة لحكومة جنوب السودان، وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن هذه الخطوة تأتي ضمن أجواء السلام الإيجابية التي أعقبت توقيع البلدين لاتفاق بينهما في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وأضاف المصدر في حديث إلى "العرب اليوم" :مثل هذه الأعمال  مهمة ضمن لإبداء حسن النوايا تجاه الطرف الآخر، مشيرًا إلى أنَّ رئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت أطلق نداءات متكررة لمعارضيه بالجلوس إلى المفاوضات، وحل الخلافات عبر الحوار. ونص اتفاق الخرطوم وجوبا الأخير على التزام كل طرف بوقف دعم الجماعات المعارضة أو إيوائها أو تقديم أي شكل من أشكال المساعدات. وكانت قوة أمنية داهمت في وقت متأخر من مساء الأحد، منزلًا في إحدى ضواحي العاصمة السودانية (منطقة الفتيحاب ) يقطنه الفريق جيمس قاي أحد قادة الفصائل الجنوبية المنشقة  عن الجيش الشعبي لجنوب السودان، واعتقلت 5 من قياداته وهم 4 ضباط برتبة عقيد وضابط آخر برتبة عميد وضبطت كميات من الأسلحة والمدافع وأجهزة اتصال متقدمة (ثريا)، وعربات دفع رباعي، حيث استسلمت قوات قاي ولم تبد أي مقاومة وسلمت أسلحتها لقوات الأمن. من جانبه قال معتمد أم درمان الفريق شرطة أحمد إمام التهامي إنَّ العملية تمت بهدوء وإنَّ السلطات سيطرت على قاي وعناصره، ولم يستبعد مصدر في الخرطوم أن تكون الخطوة أتت في إطار تنفيذ الحكومة لاتفاقها مع حكومة جنوب السودان بالنظر إلى أنَّ جيمس قاي كان يقيم في منزل في ضاحية الفتيحاب في الخرطوم المؤلف من عدة طوابق وكان معروف للكثيرين أنَّ بالمنزل أحد قادة المعارضة الجنوبية. ويقول الصحافي فضل الكريم سلامة في تعليق إلى "العرب اليوم" إنَّ الخرطوم بدأت فعليًا في تنفيذ اتفاقها مع جوبا بالتعاون المشترك، والكف عن إيواء المعارضات المسلحة، وفي المقابل تنتظر الحكومة السودانية رد فعل مماثل من جانب حكومة جنوب السودان التي تأوي عدد من قادة حركات دارفور المسلحة وقيادات التمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وألمح أنَّ حكومة الجنوب أبدت خلال محادثات أديس أبابا استعدادها للتعاون الكامل مع الحكومة السودانية في كل القضايا التي تم الاتفاق حولها بما في ذلك الملفات الأمنية.