كعك عيد

تتميز محافظة بطقوس خاصة قبل حلول عيد الفطر بأيام، كصناعة البسكويت والكعك، والتجمعات النسائية في المنازل، وتبادل الألبان لصناعة الحلويات، وشراء الملابس والأحذية الجديدة. وقالت نادية أحمد، ربة منزل، إنه مع انتهاء يوم ٢٠ رمضان تجد حالة الارتباك تخيم على جميع منازل المحافظة، وخاصة القرى، وشد وجذب بين الزوجة وزوجها لشراء الدقيق والسكر والزيت لصناعة البسكويت والكعك. وأضافت:" "نحن في الأرياف يوجد لدينا مكان  اسمه بيت العائلة، أو البيت الكبير، ونتجمع فيه لنصنع الكعك والبسكويت بأيدينا،، وكل واحدة تصنع في يوم، والجميع يتشارك فيه"، ولفتت إلى أن صناعة تلك الأشياء تحتاج إلى الألبان، وهنا تظهر المشاركة المجتمعية.
وقالت فايقة إسحاق، من قرية ريدة، التابعة لمركز المنيا، "أنا أسكن بمفردي بعد وفاة زوجي، وأغلب سكان الشارع من المسلمين، سنوات طويلة قضيناها معًا لم أسمع منهم سوى الكلمة الطيبة والمشاركة في الفرح والحزن، ولذلك أشعر أن العيد هو عيدي، وأعلم أن الجميع في حاجة إلى الألبان، لذا من يطلب اللبن يأخذه، وأحيانًا نقسمه بيننا، خاصة أن الكثيرين ليس لديهم ماشية ، أطرق الباب على جاراتي من المسلمات لأرى إن كن فى احتياج للبن الماشية اليوم أم لا، هذه هي المحبة"، فضلاً عن "المواجب"، وهو عبارة عن حامل مصنوع من سعف النخيل يحمل اللحوم والخضراوات إلى الفتيات المتزوجات في مختلف مراكز المحافظة، وهذا "المواجب" يتم إرساله قبل العيد بيوم أو بعد صلاة العيد.
 
وأشارت زيناهم بدر، ربة منزل، إلى إن "المواجب" تعد أهم ما في العادات والتقاليد المنياوية، حيث تشتري الأسرة اللحم والخضراوات والفواكه وترسله ليلة العيد إلى منزل الفتاة المتزوجة حديثًا، وإن كانت الفتاة متزوجة من سنوات طويلة، ولكن في منطقة بعيدة عن أسرتها، يستمر إرسال "المواجب" بصفة مستمرة. وقال على محمد، مزارع، إن العشر الأواخر من رمضان تكون أكثر عبئًا على كاهل رب الأسرة، خاصة مع إصرار المرأة على تنفيذ العادات والتقاليد السنوية، والتي لا يمكن التنازل عنها، ومن بينها أسواق الملابس والأحذية، التي تشهد رواجًا كبيرًا في هذه الأيام، وزحامًا كبيرًا، خاصة ملابس الأطفال من الذكور والإناث.
وتحدى عماد على نافع عبد الحميد الظروف القاسية وإعاقته، وقرر أن يعمل "مسحراتي" في العشر الأواخر من رمضان، بعد أن اشتد المرض على والده وأصبح غير قادر على الحركة، وعلى الرغم أن عماد شاب أصم وأبكم، إلا إنه أمسك طبلة والده وأخذ يجوب القرية يطرق بها ولا يتكلم، وينتظر "العيدية" من الأهالي، لما عهده من عادات وتقاليد شاهدها مع والده المسحراتي في قرى المنيا. 
ورغم حالة الفرحة التى يعيشها أهل المنيا في المناسبات، إلا أن زيارة المقابر ارتبطت بشكل كبير بأيام العيد، حيث يقوم الأهالي بتنظيف المقابر استعدادًا لزيارتها في اليوم الثاني من أيام العيد، ويحزم المواطنون حقائبهم ويستقلون السيارات وبحوزتهم الطعام والشراب، لقضاء يوم كامل بين الأموات. ويعد الخروج في أول أيام العيد للحدائق والمنزهات عادة خاصة بالشباب والفتيات أقل من ٣٠ سنة، والذين يملأون الساحات العامة والمتنزهات والحدائق وكورنيش النيل، في اليوم الأول من العيد، والذي ترفض فيه الأسر الخروج والتنزه خوفًا على الفتيات من التحرش أو الأعمال المخالفة للآداب العامة.