نيويورك - مصر اليوم
وصف المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، اعتراف المبعوث الخاص، الأخضر الإبراهيمي، باقتراف أخطاء بالخطوة الشجاعة ولكن المتأخرة، مشيراً إلى ان سوريا لن ترضى بالاعتذارات فقط. وقال الجعفري ان اعتراف الجعفري باقتراف أخطاء خلال ولايته كمبعوث خاص غلى سوريا، خطوة شجاعة ولكن متأخرة، موضحاً انه "لا يجب أن نلومه على جميع الأخطاء". وأشار إلى ان أطراف أخرى بما فيها أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر والسعودية، اقترفت أخطاء عندما تدخلت في الشأن السوري الداخلي، وشدد على ان سوريا لن ترضى فقط بالاعتذارات، لأن "هؤلاء الناس يجب أن يكونوا مسؤولين عن دفع تعوضات لسفك الدماء الذي تسببه به في سوريا". أما عن تصريح الإبراهيمي بأن الانتخابات المقبلة لن تغير شيئاً، فقال الجعفري "هذه خطيئة أخرى ارتكبها المبعوث الدولي الإبراهيمي عندما تدخل في الشأن الداخلي السوري وخرج عن ولايته لأن بيان جنيف الصادر في حزيران/يونيو 2012 لم يتحدث عن النتخابات الرئاسية في سوريا". وأكد ان "الانتخابات السورية هي شأن سيادي داخلي يتعلق بسوريا وبالشعب السوري وبالدستور السوري". وقال الجعفري ان بلاده شجعت كل أنواع المصالحة الوطنية وأن العملية جارية ونجحت في حمص وفي ريف دمشق وحماه ودرعا والكثير من المناطق، مشيراً إلى ان المئات من الناس يستسلمون كل يوم ويسلمون سلاحهم وأن الحكومة لا تحاكمهم على ما جرى لأن "تم التلاعب بهم بأموال البترودولار والحملات الإعلامية الإرهابية التي أعمت بصيرتهم، والآن وبعد ثلاث سنوات على الحرب فتحوا أعينهم وأدركوا ما حدث". وكان المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، عقّب، في حديث إلى للصحافيين إثر جلسة مغلقة لمجلس الأمن استمع فيها إلى إحاطة أخيرة للإبراهيمي، على تعليق الأخير حول الإنتخابات السورية، فقال "لقد استخدم الإبراهيمي تعبيراً مشوقاً، حيث قال ان الإنتخابات ستتم يوم الثالث والرابع من حزيران/يونيو، سيكون الوضع كما هو الحال بالظبط كما كان في الثاني من حزيران/يونيو، وإذا كان هذا الحال لماذا كل هذا القلق بشأن هذه الإنتخابات..". وأضاف "بالمناسبة، لا يوجد شيء من شأنه أن يحظر مثل هذه الإنتخابات في بيان جنيف، بعضهم أشار إلى ان الإنتخابات لا تتوافق مع روح بيان جنيف، لهم الحق في مثل هذا التفسير، ولكن بالتأكيد ان بيان جنيف لا يمنع إجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا". وأشار تشوركين إلى ان الوضع معقد للغاية، وهناك أكثر من عامل له علاقة بهذا التعقيد، وقد قدمت بلاده مشروع قرار إلى مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا، وذلك لبناء زخم إيجابي نحو تحقيق تقدم في الحوار السياسي. من جهته شدد الإبراهيمي، شدد على ان بيان جنيف ما زال وسيبقى محور المحادثات بشأن سوريا، ولكنه رأى ان هناك عدد من الأمور الأخرى التي ينبغي القيام بها. واعترف الإبراهيمي باقتراف أخطاء كثيرة مقدماَ اعتذاراته لسوريا وشعبها. وقال "أقدم اعتذاري مرة الأخرى لأننا لم نتمكن من مساعدتهم بقدر ما يستحقون وبقدر ما كان ينبغي أن نفعل، أقول لهم إن المأساة في بلادهم ستحل، لقد أظهروا مرونة لا تصدق، ويجب أن يتابعوا العمل". وأشار الإبراهيمي إلى ان "الغالبية العظمى من السوريين تريد السلام والاستقرار مع المحافظة على حقوقها، وأنا متأكد من انهم سيحصلون عليها". أما عن إمكانية عقد الانتخابات السورية وإن كانت ستغير الوضع في البلاد، فقال "أعتقد أن الانتخابات ستنعقد، لكنني قلت ان الوضع لن يتغير كثيراً..، كل مؤيدي النظام يقولون إن الرئيس (بشار) الأسد هو الرئيس الشرعي اليوم، وبعد الانتخابات سيقولون إنه الرئيس الشرعي، أما من يختلف معه فيقول إنه فقد شرعيته اليوم وإن هذه الانتخابات لن ترجع له هذه الشرعية... لن يكون هناك تغيير كبير". ورداً على سؤال عن الخطة التي اقترحتها إيران، شرح الإبراهيمي انها مؤلفة من 4 نقاط، بما فيها وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وطنية، ومراجعة دستورية، التي من بين أمور أخرى، ستحد من صلاحيات رئيس الجمهورية، وانتخابات رئاسية وبرلمانية، واصفاً الأفكار المقدمة من إيران بالمهمة التي سيتم النظر بها. أما عن رأيه في الدعوة التي وجهتها السعودية إلى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، فقال الإبراهيمي"أتمنى أن يلتقي الطرفان، سيكون هذا أمراً جيداً بالتأكيد للمنطقة ولسوريا". وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعلن الثلاثاء قبوله طلب الإبراهيمي، بإعفائه من منصبه بدءاً من الحادي والثلاثين من أيار/مايو الجاري. يو بي آي