أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني

لم تأتِ قرارات مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، على نحو مفاجأ، ولم تكن كرد فعل ضد موقف جديد للدوحة، ولكن هي حالة من الصبر لأكثر من عقدين على سياسة الدوحة التي انتهجتها ضد الدول العربية، وفي مقدمتها دول الخليج عبر أذرعها السياسية العسكرية "مليشيات الإخوان" وذراعها الإعلامي قناة "الجزيرة"، وهذه 10 خطايا لقطر أدت إلى قطع العلاقات مع الدول العربية.

1- إسقاط المملكة العربية السعودية:

مخطط إسقاط قطر للمملكة العربية سعودية، كشف عنه أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني خلال حديث مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وأكد خلاله وجود خطة لإسقاط المملكة العربية السعودية قبل 2020. وأقر حمد بن خليفة آل ثاني للقذافي ووعده بتنفيذ مخطط لإسقاط العائلة الملكية في المملكة العربية السعودية خلال 12 عامًا، وهذا ما يعمل عليه أمير قطر الحالي تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني من خلال تصريحاته الأخيرة وحربه الإعلامية ضد الرياض.

وورد في الفيديو قول أمير قطر إن: "العائلة المالكة بالسعودية ستنتهي دون أدنى شك"، مؤكدا أن "سعد الفقيه في المملكة العربية السعودية يقود مخططا ضد العائلة المالكة في المساجد"، قبل أن يكشف أن "قطر هي التي تمول قناة الحوار التي تبث من لندن". وتعد جماعة الإخوان في المملكة العربية السعودية خنجر الدوحة لضرب استقرار المملكة العربية السعودية ومكانتها وهو ما كان واضحا في الدعوة إلى "حراك الحرمين في 7 رمضان الجاري" والذي تبنته وسائل الإعلام الإخوانية الممولة من قطر.

واتهمت الخارجية السعودية في بيان لها النظام القطري بتمويل واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و"داعش" و"القاعدة"، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها على نحو دائم.

والأمر الذي يسبب ازعاجا للمملكة العربية السعودية هو دعم قطر لجماعات الشيعية المتشدد، والتي نفذت العديد من الهجمات الإرهابية خلال المرحلة الماضية، واتهمت الخارجية السعودية في بيان لها النظام القطري بدعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف الشيعية شرق السعودية، والتي شهدت تصاعد العمليات الإرهابية خلال الأسابيع الماضية، وهو ما يعتبر تهديدًا للأمن القومي السعودي.

2-دعم الحوثيين:

كان أحد أهم أخطاء النظام القطري بحق جيرانه هو دعم جماعات المسلحة والتي تهدد الأمن القومي الخليجي وفي مقدمتها دعم جماعة الحوثيين، وهي علاقة قديمة ترجع بين النظام القطري والجماعة الشيعية في شمال اليمن وعلى حدود المملكة العربية السعودية، حيث لعبت قطر دورا الوساطة "وثيقة الدوحة" في إنهاء الحرب الثالثة في 2007 بين الحوثيين والنظام اليمني في عهد الرئيس السابق على عبد الله صالح، ومعها بدأ دعم قطر للحوثيين لاستهداف المملكة العربية السعودية. واليوم وجهت المملكة  اتهامًا مباشرًا لدولة قطر بدعم ميليشيات الحوثي الانقلابية وقالت إن الدعم استمر حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن.

3-دعم الإخوان:

من خطايا الجزيرة دعم جماعة الإخوان في مختلف الدول العربية، وخاصة الجماعة الأم في مصر، بالمال والإعلام، وبعد إسقاط النظام الإخواني خلال ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، فلم تتردد في دعم خلايا إرهابية بالبلاد، غالبية عناصرها من الإخوان. ولعب الإعلام القطري دورا في تهديد مصر عبر قناة الجزيرة، ودأبت القناة على نشر تقارير وأفلام تسجيلية مسيئة للدولة والجيش المصري، حيث جاء في الوثيقة المسربة أثناء أحداث 25 يناير، دور قناة الجزيرة في تدمير مصر، من خلال إشعال نار الفتن بين المصريين، وانحازت قناة الجزيرة، انحيازًا كاملًا إلى جماعة الإخوان التي كانت بمثابة اللهو الخفي أو الطرف الثالث في كل الجرائم التي ارتكبت في عهد المجلس العسكري.

4- تهديد الإمارات:

الإمارات إحدى أهم الدول الخليجية، لم تسلم من مخططات قطر لإسقاط الدول العربية، فقد سعت بعد أحداث 2011 من أجل إسقاط الحكومات العربية المعادية لها وبسط نفوذها على المنطقة عبر الإخوان والجزيرة، وكانت الإمارات إحدى أهم الدول التي تستهدفها قطر عبر تنظيم "الإخوان". وفي يوليو/تموز 2013 قضت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات غيابيا بسجن ثمانية من أعضاء "التنظيم السري للإخوان" مدة 15 سنة وحكمت حضوريا بسجن 56 من أعضاء التنظيم مدة 10 سنوات وعلى خمسة أعضاء مدة 7 سنوات، فيما برأت المحكمة

25 متهما منهم 13 امرأة.

وذكر النائب العام لدولة الإمارات سالم سعيد كبيش آنذاك إنه: "تمت إحالة 94 متهمًا إماراتي الجنسية إلى المحكمة الاتحادية العليا في قضية (التنظيم السري غير المشروع) الذي استهدف الاستيلاء على الحكم"، وأن التحقيقات مع هؤلاء أظهرت أنهم "أنشأوا وأسسوا وأداروا تنظيمًا يهدف إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة".

5-تهديد البحرين:

البحرين الجارة الصغيرة لقطر لم تسلم هي الأخرى من طعنات النظام القطري، وتسعى الدوحة للسيطرة على البحرين، وأعلنت مملكة البحرين قطع علاقاتها مع قطر استنادا إلى إصرارها على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شئونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ضدها. حسب بيان لوكالة أنباء البحرين.

وجاء في البيان إن قطع العلاقات جاء بسبب دعم قطر للأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي، دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العلاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة.

6-إسقاط معمر القذافي:

كان لقطر دور رئيسي في إسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بعد احتجاجات 2011، ودعمها للجماعات المسلحة في السيطرة على البلاد. ووفقا لتقارير إعلامية بلغ حجم تمويل قطر للجماعات الإرهابية المسلحة منذ 2011 نحو 750 مليون يورو. وبعد مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011، قامت قطر بدعم كتيبة "راف الله السحاتي" التابعة لإسماعيل الصلابي، شقيق علي الصلابي، في بنغازي.

ودعمت الدوحة هذه الجماعات والميليشيات عبر المجلس العسكري طرابلس، ليس بالأسلحة والعتاد فحسب، بل تعداها إلى إرسال جنود كانوا يرافقون زعيم الجماعة الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري بطرابلس عبد الحكيم بلحاج حتى دخل باب العزيزية تحت غطاء طائرات الناتو. وجاء الدعم القطري كذلك من خلال دعم شخصيات من أطياف مختلفة، مثل رجال دين، ومنهم "صديق قطر" علي الصلابي وعبد الحكيم بلحاج وعبد الباسط غويلة، وعناصر إرهابية معروفة ورجال أعمال.

7-دعم جبهة النصرة:

سورية الأخرى لم تنجُ من مخططات قطر حيث أثبتت التقارير دعم قطر لجماعات الإرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة، وكان أميرها أبو محمد الجولاني ضيفًا دائمًا على قناة الجزيرة. وفي حديث سابق، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "إن بلاده ستواصل تسليح المليشيات السورية، حتى إذا أنهى الرئيس الأميركي المنتخب ترامب الدعم الأميركي". واتهم مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كلا من المملكة العربية السعودية وتركيا بإرسال الإرهابيين إلى بلاده عبر ذات المعابر التي تستخدمها الأمم المتحدة.

8-دعم المليشيات الشيعية:

دعم قطر مليشيات الشيعية في العراق، وهو ما كشفت عنه صفقة الـ"500" مليون دولار، بعد إطلاق 24 قطريا من العائلة الحاكمة كانوا مختطفين لدى مليشيات شيعية في العراق. وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية: "إن قطر تدعم "الحشد الشعبي" بمبلغ 100 مليون دولار وتعده بمليار دولار في حال فتح جبهة قتالية مع المملكة العربية السعودية في الشمال، وتتعاون مع جميع وجوه الشر من "القاعدة" والإخوان والحوثيين إلى "حزب الله"، في سعيها لإثارة البلبلة في السعودية ودول الخليج".

9-دعم "القاعدة":

كما لقطر علاقة غامضة بتنظيم "القاعدة" منذ تأسيسه على يد أسامة بن لادن، ونشرت مؤسسة دعم الديمقراطية دراسة في 3 أجزاء بعنوان "قطر وتمويل الإرهاب"، خصص الجزء الأول منها لعقدين (الأخير من القرن الماضي والأول من القرن الحالي)، والثاني لفترة تولي الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد منذ 2013 حتى يناير من هذا العام، وهو موعد صدور التقرير. وحسب التقرير: "ترى واشنطن أن قيادات ب"القاعدة" تلقوا دعما من مانحين قطريين أو مقيمين في قطر، وذلك بالإضافة إلى "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية (الناشطة في اليمن والسعودية)، وحركة الشباب (الصومال)، و"القاعدة" في شبه القارة الهندية و"القاعدة" في العراق (التي أصبحت داعش)".

10-التحالف مع إيران:

من أهم الطعنات التي وجهتها قطر إلى دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية هو تحالف الدوحة مع إيران، وكان اللقاء السري الذي جمع وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ببغداد، أحد أهم أسباب المقاطعة العربية، حيث اعتبرت السعودية وهذا الاجتماع بمثابة طعنة لها في الظهر ويهدف أمنها القومي على الحدود الشرقية.

وتعتبر العلاقات القطرية الإيرانية مميزة، ووقفت إيران مع قطر في خلافاتها الحدودية مع المملكة العربية السعودية، ولهذا السبب بعث الأمير الأسبق حمد آل ثاني، برسالة شكر في مايو/أيار 1992 إلى الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني ليشكره على دعم بلاده لقطر في خلافاتها مع المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي يتكرر الآن من وقف طهران إلى جانب الدوحة في أزمتها مع الرياض. وكان البلدان وقعا الاتفاق الأمني العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2015 إلا أن المداميك الأولى لها وضعت قبل ذلك بسنين في 23 ديسمبر/كانون الأول 2010 أثناء زيارة أمير قطر السابق إلى طهران والتقائه بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ليشمل الاتفاق التعاون الأمني بين الحرس الثوري والجيش القطري أيضا. وأهم ما يربط البلدين اقتصاديا هو حقل الغاز المشترك بينهما في مياه الخليج العربي، وهذا بات عاملا إضافيا ليجعل قطر لا تبتعد عن طهران حفاظا على مصالحها في الحقل المشترك، بخاصة أن إيران فتحت باب الاستثمار في هذا الحقل.