تونس - مصر اليوم
تحت شعار "حالة وعي"، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملات التطوع لتنظيف الشوارع في تونس، على إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أفرزت رئيسا مستقلا من عموم الشعب.
فقد هب التونسيون بمختلف فئاتهم العمرية للشوارع بمكانسهم وحاويات القمامة لجمع النفايات وترميم الأرصفة وطلائها. وشهد العديد من المناطق مبادرات شبابية تمثلت في تلوين بعض المناطق، منها الأثرية والتاريخية، لكن بعض هذه المبادرات أثارت موجة من السخرية والغضب في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شوهت وأفسدت جمال بعض المواقع.
ودفع ذلك المعهد الوطني للتراث للتحذير من تلوين جامع عقبة ابن نافع وفسقيات الأغالبة، والتدخل لمنع مجموعة من التلاميذ يدرسون بمدرسة خاصة من مواصلة تلوين مدرج صهريج فسقيات الأغالبة بمدينة القيروان.
وتميزت الحملات بارتفاع وتيرتها وتنوع مضامينها، فمنها ما شجع على شراء المنتجات المحلية لإنعاش الدينار التونسي تحت شعار "استهلك تونسي"، ومنها ما دعا إلى احترام القوانين والالتزام بالطوابير عند إجراء المعاملات الإدارية كحملة "نخلص القباضة ونحترم القانون".
ولم تخل المسألة من السخرية والمواقف المضحكة، حيث تداول نشطاء صورا لحيوانات بصدد ممارسة "حالة الوعي"، من خلال نقل القمامة من مكان إلى آخر كأنهم بصدد التنظيف، كما نشروا صورا لطائرات قادمة لتونس محذرين شركات الطيرات من أن كل طائرة ستصل للبلاد سيكون مصيرها التلوين لأن الشعب في "حالة وعي"، كما نشروا صورا لتونس من الفضاء على أساس أنها تم التقاطها من قبل "ناسا"، لتظهر خريطة البلاد ملونة بالكامل.
وتأتي هذه الحملات بعد أيام من الانتخابات الرئاسية التي فاز بها أستاذ القانون، قيس سعيد، ليخرج التونسيون للشوارع في يوم تاريخي احتفاء بانتصار إرادة الشعب واختيار رئيس مثقف غير متحزب.