غزه - مصر اليوم
حذّر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، انفجار الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا "أنه سيكون مدمرا"، وداعيا إلى تسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة، لتسلم مسؤولياتها كاملة.
وقال ميلادينوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة، غرب مدينة غزة، بعيد لقاء عقده مع الفصائل والأحزاب السياسية في القطاع: هناك فرصة حقيقية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، والتي تم انجازها بواسطة القيادات الفلسطينية، والمنطقة، وتمكينها بواسطة المجتمع الدولي.
وأضاف: أنا لم أر أي طرف يعارض تفاهمات القاهرة، التي أعلنت حتى الآن، على العكس رأيت من الأمم المتحدة، ومن مختلف الأطراف، وأطراف رئيسية تؤيد عودة الحكومة الشرعية لقطاع غزة، بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، وبموازاة ذلك أيضاً السياسية، فالانقسام دمر القضية الفلسطينية، وهناك قلق في المجتمع الدولي من أن أي انفجار في قطاع غزة سيكون مدمرا".
وقال ميلادينوف:"كان لنا اجتماع مهم جدا مع الفصائل والأحزاب السياسة هنا في قطاع غزة، وخلال الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع مهم جدا للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في فلسطين، وكان هناك رؤية بأنه يجب أن تعود اللحمة الفلسطينية بين الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأمم المتحدة كانت واضحة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مقبول، وغير محتمل".
وأشار إلى أنه منذ آذار الماضي، كان الوقود الذي يزود للأمم المتحدة في عمليات نقل المياه والوضع الصحي، والكهرباء هنا في غزة بات يتقلص، فهذه أوضاع صعبة، ومعقدة للغاية، مضيفاً "عملنا مع السلطة الفلسطينية، ومصر، من أجل حل الأوضاع الانسانية في قطاع غزة، وكان هناك جهود حثيثة من أجل الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الانقسام الفلسطيني".
ورحب ميلادينوف بإعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية في غزة، قائلاً: "دعوني أرحب بقرار حماس حل اللجنة الإدارية هنا في قطاع غزة، ودعوة الحكومة لكي تقوم بكامل مهامها في قطاع غزة، هذه التفاهمات ما كان لها أن تتم لولا الدور المصري الكبير في هذه التفاهمات، وأنا أشكرهم لما قاموا به".
وأكد أن هذه اللحظة حاسمة وتاريخية لتطبيق تفاهمات القاهرة، وأن يتم الاستفادة منها، مبيناً أن الفلسطينيين عانوا من تداعيات الانقسام خلال السنوات العشر الماضية، والكثير من الاتفاقيات، التي تم توقيعها.
وأردف ميلادينوف: من أجل ذلك ناقشنا خطة مع الرئيس محمود عباس أن يكون هناك وفد من الأمم المتحدة هنا في قطاع غزة من مكتبي أنا، من أجل المساهمة ورؤية ما يحدث، وتمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة، وأنا آمل أن يحدث ذلك خلال الأيام القادمة، وأن تأتي الحكومة إلى غزة، وتأخذ مسؤولياتها في غزة، وأدعو الفصائل والناس، من أجل تسهيل عمل الحكومة، وعدم وضع عقبات أمامها".
وأكد أن الحكومة يجب أن تتعامل مع الكثير من الملفات الصعبة، هذه الملفات تتعلق بالموظفين العاملين في قطاع غزة، وبالاحتياجات الإنسانية، والوضع الإنساني في قطاع غزة، وأريد أن أنبه الناس أنه ليس كل هذه الملفات يمكن أن تحل بسرعة كبيرة، ستأخذ وقتاً، نريد صبركم، ونحتاج إلى جهد الفلسطينيين، والمنطقة، والمجتمع الدولي.
وعبر عن جاهزية الأمم المتحدة لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في مهامها في غزة، مضيفاً "نحن جاهزون لمساعدة الحكومة الفلسطينية أن تأتي إلى غزة لتتسلم مهامها، ونطلع المجتمع الدولي على كل التطورات في غزة، وخطوة أولى في هذا المجال حل مشكلة الكهرباء، وأنا شجعت الحكومة أن تقوم بذلك كلفتة طيبة تجاه قطاع غزة، إذا عادت الكهرباء إلى مستويات ما كانت قبل الأزمة، نحن جاهزون أن نكون مع المجتمع الدولي، من أجل اعادة البنى التحتية للكهرباء".
وأوضح أن عودة الحكومة يأتي من أجل رفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، منوهاً إلى أنه "خلال الأشهر الماضية هذا الحصار يشتد، والقليل من الناس يسمح لهم بالخروج والدخول إلى غزة، والاقتصاد في غزة يجب أن يتعافى، وهو يحتاج إلى خلق وظائف جديدة، وفرص اقتصادية جديدة، هذا لن يحصل إلا في حالة واحدة وهي السماح بالتصدير من غزة، وزيادة الاستيراد، ونأمل خلال الشهور القادمة أن نحدث تقدما في هذه الملفات".
وقال "أؤكد لسكان غزة أن المجتمع الدولي يقف إلى جانبكم، في الوقت الذي تواجهون فيه مصاعب إنسانية، و"الأونروا" اليوم تمويلها أقل، مما كان يحصل في الماضي، نأمل خلال الأسابيع القادمة أن تعود الحكومة لتأخذ مسؤولياتها".
وأضاف ميلادينوف "نحن سنكون موجودين في غزة عندما تعود الحكومة، آمل أنا شخصياً أن أكون هنا، ووجودي سيساعد بأن يكون هناك شفافية، ومحاسبة، وسيساعدنا أن نخبر مجلس الأمن الدولي كيف تتطور هذه العملية، عملية النقل، والتسلم، آمل أن يكون الأسبوع القادم هو بداية عودة الحكومة لغزة".
وأكد أن المصالحة تحتاج إلى كثير من الأموال، لكن البعد السياسي للمصالحة ليس سهلا، والمهم جداً أن نبدأ بهذه الملفات، وشيئاً فشيئاً حل بقية الملفات، والكهرباء من الأشياء السهلة التي يجب حلها، وهناك رغبة حقيقة لدى المجتمع الدولي لحلها.
وبالنسبة للدعم المالي للفلسطينيين، أشار إلى أنه تقلص، وبسبب الانقسام الفلسطيني زاد هذا، مضيفاً "نحن نرى المشكلة المالية التي تعاني منها "الأونروا"، والمشكلة التي تواجهنا على صعيد اعادة اعمار قطاع غزة حتى في النداء الأخير لنا، من أجل الاوضاع الإنسانية في قطاع غزة لم نكن قادرين على توفير المال المطلوب لمواجهة تلك الاوضاع، وإذا عادت الحكومة إلى غزة، من شأن ذلك أن يعمل على إعادة توحيد الاقتصاد، وإنهاء الحصار، وتمكين الناس من الخروج والدخول إلى غزة، وسيمكنها من الاستثمار، ويمكن المانحين إلى معرفة كيف تسير الأمور".
وبين ميلادينوف أن موضوع الموظفين معقد جداً، قائلاً: "أمضينا كثيرا من الوقت في دراسة كيفية حل هذا الملف، هناك امكانية لحله، ولكن نحتاج إلى أموال، وجهد من قبل السلطة الفلسطينية، نحن ننظر في كيفية توفير فرص عمل في غزة، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، ولكن هذا يضع أمامنا تحديات بما يمكن أن نفعله، وما يمكن لإسرائيل، والسلطة الفلسطينية أن تفعله".
وتابع: نحن نظرنا في ما يمكن أن نفعله بالنسبة لقطاع الطاقة، وكل هذه المشاكل ممكن حلها، ولا يمكن حل أي منها إذا استمر الانقسام، واستمراره يعني أننا سنواصل المناشدة من أجل المساعدات الإنسانية، وحل هذه المشاكل بصورة مؤقتة".
وشدد ميلادينوف على أن الجميع يدرك وضع قطاع غزة الإنساني الصعب، والذي قد ينفجر ويقود إلى خطر شديد، مضيفاً "مهمتنا اليوم أن نرى الحكومة تعود إلى قطاع غزة، وتتحمل مسؤوليتها كاملة، والتأكد بأن التفاهمات التي تمت في القاهرة يتم تنفيذها من كل الأطراف كاملة، وإذا فقدنا هذه الفرصة لا اعتقد أن هناك فرصة أخرى"