سفير الإمارات في موسكو عمر غباش

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، يقول فيه إن سفير الإمارات في موسكو عمر غباش هدّد قطر بعقوبات جديدة، إن لم تستجب للمطالب التي تقدمت بها بلاده مع السعودية ودول أخرى تفرض الحصار على الجارة الغنية؛ عقابا لها على سياستها الخارجية المستقلة.

وينقل التقرير، عن غباش، قوله إن قطر إن لم تكن مستعدة للاستجابة لأي من المطالب، ففي هذه الحالة "مع السلامة قطر". وأضاف أن الدول المحاصرة، وبينها الإمارات، مستعدة للتفتيش الدولي، الذي تطلبه من قطر، من أجل التأكد من وجود أفراد يقومون بتمويل الجماعات المتطرفة بشكل خاص.ويشير وينتور إلى أن التحالف السعودي الإماراتي طلب من قطر 13 مطلبا، عليها أن تستجيب لها بحلول الأحد المقبل، لافتا إلى أن المطالب تضم إغلاق قناة "الجزيرة"، وقطع العلاقة مع إيران والإخوان المسلمين. 

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحاول إقناع الطرفين بتخفيف حدة التوتر والتحاور؛ خشية دفع قطر لأحضان إيران، التي تعمل كل ما بوسعها لتخفيف الحصار عن قطر، من خلال إرسال شحنات المساعدات الغذائية. 

ويلفت التقرير إلى أن غباش كان يتحدث في لندن، عندما قال إن عقاب قطر بطردها من مجلس دول التعاون الخليجي ليس "العقاب الوحيد المتوفر"، وأضاف أن "وضعهم الآن ليس متناسبا مع كونهم أعضاء في مجلس التعاون الخليجي؛ لأنها منظمة تهدف للتعاون الأمني والدفاعي المشترك، وهناك عدد من العقوبات الاقتصادية التي نفكر باتخاذها الآن، ومنها فرض عقوبات على شركائنا التجاريين، والقول لهم: "إن أردتم العمل معنا فلديكم خيار، وفي حالة عدم استجابة قطر للمطالب فعندها (مع السلامة)، لا نريدك في خيمتنا".''

وينوه الكاتب إلى أن غباش أكد أن الإمارات وحلفاءها، وإن كانت تريد فتح فصل جديد في الشرق الأوسط، إلا أنها تفرض المعايير ذاتها على نفسها، فيقول: "لو طلبنا مراقبة العقود المالية القطرية وتمويلها للإرهاب فإننا مستعدون لتقبل الفكرة ذاتها، وهذه ليست بلطجة، بل طلب تطبيق معايير عالية في المنطقة".

وتورد الصحيفة نقلا عن غباش، قوله: "ليس لدينا ما نخفيه، ونحن مستعدون للالتزام بالمعايير ذاتها التي نطلبها من قطر، وغالبا ما يشتكي الغرب من غياب الشفافية في المنطقة، وهناك الكثير الذي يمكن للغرب عمله"، وأضاف: "سنصعد بمعلومات جديدة؛ لأننا لن نصعد عسكريا، وهذه ليست الطريقة التي ننظر فيها للأمور".

ويكشف التقرير عن أن غباش اعترف بأن هناك مخاطر قد تدفع قطر نحو إيران، قائلا: "نحن نطلب من قطر أن تختار، وربما  اختارت طريق إيران، ونحن مستعدون لتحمل التبعات".'

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه عند سؤال غباش عن مطلب إغلاق "الجزيرة" وإن كان معقولا، فإنه أجاب: "لا نزعم أن لدينا حرية، ولا نروج لحرية الإعلام، لكننا نتحدث عن المسؤولية في التعبير، فحرية التعبير تضم عددا من الضوابط في أماكن مختلفة، فالتعبير في الجزء الذي نعيش فيه من العالم له سياق، وهذا قد يتراوح من السلمي إلى العنف".