توماس موناكو المتهم

اشتهر المبتعث السعودي طاهر الحاجي بالكرم وحسن الخلق، بين زملائه في جامعة "بورتلاند ستيت" في ولاية أوريغون الأميركية، طوال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن حريقًا متعمدًا أنهى حياته نهاية مأساوية وغير متوقعة، حيث وقع شجار بين شخص "توماس موناكو" (28 عامًا) وصديقته التي تصادف أنها تقطن في ذات المبنى السكني الذي يقيم فيه "طاهر الحاجي"؛ حيث أقدم موناكو على الانتقام من صديقته بحرق شقتها، لتتسبب النيران في مقتل الحاجي وزميل آخر له.

وأوضحت قناة تلفزيونية أميركية، أن الجاني وصديقته كانا كثيرًا ما يتشاجران وينفصلان ثم يعودان ليتصالحا مرة أخرى، إلا أن الأحد (25 يوليو/تموز 2017) شهد تطورًا غير مسبوق في خلافاتهما، وأضافت أنه جاء في اعترافات صديقة الجاني أنهما تشاجرا صباحًا وافترقا بعد ذلك، لافتةً إلى أنها فوجئت بموناكو يتصل بها ليخبرها أنه أغرق الأريكة التي في غرفتها بالجازولين قبل أن يحرق المكان، لتفاجأ بعد ذلك بأن النيران امتدت وأمسكت في معظم المبنى.

ويواجه "موناكو" المحتجز حاليًّا في سجن مقاطعة مولتنوما، تهم بالقتل والحرق من الدرجة الأولى، وقالت القناة إن المتهم مثُل أمام المحكمة الجمعة (28 يوليو/تموز 2017)، واعترف للمحققين بأنه أغرق الأريكة بالجازولين وأشعلها، ونقلت القناة عن والد المبتعث السعودي تأكيده نبأ وفاة ابنه وقال: "لقد جاء هنا ليكمل دراسته بحثًا عن مستقبل أفضل في وطنه.. جاء ليكتسب علوم وخبرات جيدة، وليتعرف عادات وتقاليد شعب آخر".

وأعرب والد الحاجي عن أمله أن يتمكن من العودة بجثمان ابنه المتوفى إلى المملكة بأسرع وقت ممكن، مضيفًا: "أعلم أن هذا سيكون أمرًا صعبًا... أحترم النظام القضائي الأمريكي، وأرجو أن تساهم العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين في مساعدتنا في التعجيل بإعادة جثمان ابني إلى المملكة".

وعبّر زملاء الحاجي عن حزنهم لفراقه؛ حيث أكدوا أنه كان معروفًا بكرمه، وقال أحدهم: "أريد أن أخبر الجميع أن الحاجي كان شديد الكرم حتى أنه لو لم يكن يملك سوى دولارين في جيبه، وعلم أنك تحتاج هذا المبلغ لقدَّمه لك في الحال عن طيب خاطر. أتذكر أني شعرت بالبرد مرة فوجدته يعطيني سترته لأرتديها... لقد كان حريصًا دائمًا على إسعاد من حوله".