الخرطوم-مصر اليوم
وعد الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، خلال الإعلان عن توصيات الحوار الوطني التي تمت المصادقة عليها الإثنين، 10 أكتوبر/تشرين الأول، أنصاره بـ"سودان جديد بلا قبلية".ويعتبر "إلغاء خانة القبيلة" من الأوراق الرسمية من أبرز توصيات الحوار الوطني، الذي قاطعته فصائل المعارضة الرئيسية وقال عمر حسن البشير، مخاطبا أنصاره في الساحة الخضراء، وسط الخرطوم: "من اليوم.. على أي أحد يسأل عن الهوية، يقول سوداني.. لا قبلية ولا جهوية".
وجدد الرئيس السوداني دعوة معارضيه للتوقيع على توصيات الحوار الوطني، قائلا إن من لم يفعل ذلك سيكون "ضد الشعب"، وأردف "من أتى مسالما أهلا وسهلا، ومن لم يأت سنصل إليه في الغابة"وأعلنت المعارضة مسبقا أنها غير معنية بهذه التوصيات، وهددت باللجوء إلى "انتفاضة شعبية" وقال الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، إن فصائل المعارضة موحدة في موقفها، وترفض الانخراط في حوار النظام وحلفائه، وملتزمة بالحوار الشامل عبر خريطة الطريق وإشراف الآلية الإفريقية (فريق امبيكي).
وتعود مبادرة الرئيس السوداني للحوار إلى مطلع 2014، لكن جلساته بدأت فعليا في أكتوبر/تشرين الأول 2016، واقتصرت المشاركة فيها على أحزاب متحالفة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقاطعت فصائل المعارضة مبادرة البشير، بعد رفضه شروطها، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والمحكومين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات ولم تفلح جهود متصلة لأكثر من عامين قادها رئيس جنوب إفريقيا السابق، ثابو امبيكي، بتفويض من الاتحاد الإفريقي، في إلحاق المعارضة بالحوار. وآخر هذه الجهود، حملت الطرفين على توقيع خارطة طريق، عُقدت بناء عليها مفاوضات بين الحكومة والحركات المتمردة، في أغسطس/آب الماضي، قبل أن تُعلّق لأجل غير مسمى.
وسعت المباحثات لوقف العداء، ومن ثم الاتفاق على أجندة لحوار أشمل يضم أحزاب المعارضة لمناقشة القضايا القومية، وعلى رأسها أزمة الحكم وإصلاح الاقتصاد وفيما لم تحدد الوساطة موعدا جديدا لاستئناف المباحثات، درج مسؤولون حكوميون، خلال الأيام الماضية، على التأكيد بأنه لن يتم إجراء حوار جديد، وأن المتاح لفصائل المعارضة أن توقع فقط على التوصيات لتكون جزءا من تنفيذها.