طهران ـ مهدي موسوي
رغم تشديد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قبل أيام، في "يوم الجيش الإيراني" على أن بلاده تريد علاقات أخوية وقوية مع دول الجوار وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشارته إلى أن "الحوار هو السبيل الوحيد للسلام في المنطقة" فإن الحرس الثوري الإيراني يؤكد خلافاً لما صرح به الرئيس بأنه لن يلتزم بالبقاء في الحدود الإيرانية.
وقال الأميرال علي فدوي قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني في مقابلة له مع موقع "جماران" الناطق بالفارسية، الإثنين، إن "أنشطة الحرس الثوري ليست محدودة بإيران"، مشيرا إلى أن قوات الحرس تقاتل حاليا آلاف الكيلومترات خارج الحدود الإيرانية"، موضحا أن الاسم الحقيقي لهذا الجهاز العسكري هو "جيش حرس الثورة الإسلامية" دون أي لاحقة أخرى، رافضاً بذلك لاحقة اسم "الإيراني".
وبرر الأميرال فدوي وجود قوات للحرس الثوري في بلدان أخرى وبخاصة في سورية والعراق قائلا إن "حراسة الثورة الإسلامية لا تعني حراسة بلد واحد فقط وجغرافيا واحدة وحكومة واحدة (إيران)"، مضيفا أن "اسم جيش حراس الثورة الإسلامية لا يحمل أي لاحقة، حتى اسم إيران غير موجودة في هذا الاسم وهذه هي تعليمات الإمام (خميني) فهو سماه لأول مرة باسم جيش حراس الثورة الإسلامية لأن الثورة الإسلامية لا تنحصر في جغرافيا واليوم تشاهدون القلوب تتبع نفس سياق الثورة الإسلامية والحرس الثوري حاضر في كل مكان لحراسة الثورة الإسلامية".
"تصدير الثورة"
ومنذ انتصار الثورة في إيران توترت العلاقات بين النظام الجديد الذي استلم الحكم في عام 1979 على أنقاض النظام الشاهنشاهي ودول الجوار نتيجة لرفع شعار تصدير الثورة وكانت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات من أبرز نتائج محاولات التحريض على الثورة في دول الجوار.
كما أشاد قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني بوجود القوات الإيرانية في سورية والعراق ودعم طهران للميليشيات في اليمن ولبنان وبرر ذلك بـ"ضرورة الدفاع عن الثورة الإسلامية".
وبشأن وجود القوة البحرية للحرس الثوري في المياه الدولية قال "نحن موجودون منذ القدم في مياه الخليج وبحر عمان وفي المستقبل ينبغي أن يكون لنا وجود في المياه الدولية".
إشادة بالجيش
ولمح الأميرال فدوي إلى تصريحات حسن روحاني الأخيرة التي انتقد الحرس الثوري بشكل غير مباشر، فرد عليه قائلاً: "كلما أستطيع أن أقوله هو أن الحرس الثوري جهاز ثابت ومستقر، لكن الآخرين يأتون ويذهبون وخلال فترة حضورهم القصير على الساحة قد يصرحون ببعض الأقاويل ولكن الحرس الثوري يتصرف وفقاً لأهداف الثورة وحراستها ومن المؤسف أن يتحدث بعض الاصدقاء في الداخل ويكررون بعض الأحيان ما تقوله أميركا التي تحمل أعلى درجات العداء للحرس الثوري".
كان الرئيس الإيراني أشاد في كلمة له لمناسبة 18 أبريل/ نيسان الجيش الإيراني بعدم تدخل القوات في الشؤون السياسية، الأمر الذي اعتبره المتابعون للشأن الإيراني بمثابة إشارة واضحة وغير مباشرة للحرس الثوري وتنديداً بتدخله في الشؤون السياسية الداخلية والخارجية الإيرانية.
وقال روحاني: "رغم أن الجيش يفهم السياسة بشكل جيد فإنه لم ينجر إلى اللعبة السياسية وظل ملتزماً بوصية الإمام بالكامل. فاليوم لا نجد اسم لقادة الجيش في أي فساد وهذا يؤكد نقاء وطهارة وخلوص جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق قوله.
قوتان عسكريتان
يذكر أن هناك قوتين عسكريتين رئيسيتين في إيران، الأولى تتكون من الجيش النظامي الكلاسيكي الذي يضم قوة برية وجوية وبحرية، والقوة الثانية هو "جيش حراس الثورة الإسلامية"، المعروف باسم "الحرس الثوري الإيراني" الذي يضم هو الآخر قوات برية وبحرية وجوية وهاتان القوتان إلى جانب سائر المؤسسات والأجهزة العسكرية تشكل القوات المسلحة الإيرانية التي تخضع لقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية".
كان الحرس الثوري أصدر بيانا على خلفية تصريحات روحاني واصفاً إياها بـ"المدمرة لصفوف الوحدة وناشرة للفرقة وناكرة للمعروف".
وأنهى فدوي مقابلته بالقول: "في الحرب المقدسة (العراقية الإيرانية) كنا نحارب العدو في مدينة خرمشهر (المحمرة) وفي عقر بيوتنا، ولكن اليوم نحارب العدو آلاف الكيلومترات بعيداً عن حدودنا".