دمشق - مصر اليوم
بثّت قناة CBS الأميركية، الجمعة، على حسابها عبر "تويتر" مقطع فيديو استثنائياً لإحدى الهجمات الكيمياوية الدامية التي شنتها قوات بشارالأسد على المدنيين في خان شيخون في محافظة إدلب في سورية.
وقال طبيب أشرف على علاج الضحايا في هذا القصف إن المشهد كان أشبه بـ "يوم قيامة"، وشوهد في المقطع الضحايا على الأرض وهم في حالة احتضار بعد تعرضهم للغازات السامة، ورجال الإنقاذ يطلقون عليهم وابلاً من المياه في محاولة لإنقاذ حياتهم.
وتذيع القناة المقطع عبر برنامجها الإخباري الشهير "60 دقيقة"، الأحد المقبل، والذي يتناول في تقرير مفصل المجزرة الكيمياوية في "خان شيخون".
ورد #الجيش_الأميركي على الهجوم المذكور الذي وقع العام الماضي بقصف 59 صاروخا على قاعدة " الشعيرات" الجوية السورية، قرب حمص، والتي انطلق منها الهجوم على "خان شيخون".
ويُظهر المقطع الصادم لأول مرة الآثار المرعبة لأسلحة الدمار الشامل الكيمياوية على المدنيين، وشن النظام السوري ما يقرب من 200 هجمة بالأسلحة الكيمياوية على المدنيين منذ عام 2011، منها 6 خلال العام الحالي.
وأسفر الهجوم، الذي رصده المقطع، على خان شيخون، عن مقتل 100 شخص وإصابة 200 على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وقُصفت قرية "خان شيخون" التي تسيطر عليها المعارضة يوم 4 إبريل/نيسان 2017 بغاز السارين، بحسب ما أكد إدموند موليت، الذي كان يرأس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيمياوية في سورية.
وفور وقوع القصف، سارع الدفاع المدني السوري، الذي يعرف بـ " الخوذ البيضاء" إلى محاولة إنقاذ الضحايا الذين كانوا في حالات إغماء وفقدان للوعي، والزبد الأبيض يخرج من أفواههم، ولكن الكثير منهم أسلموا الروح، كما تذكر عضو الدفاع المدني السوري، مصطفى الحاج.
وفي التقرير الذي ستعرضه الشبكة الأميركية، ونشرت مقتطفات من مضمونه على موقعها الإلكتروني، قال الطبيب السوري، مأمون مراد، الذي شارك في علاج الضحايا، إنه استنشق آثارا من الغاز، وظلت حنجرته محتقنة عدة أشهر بعد الواقعة.
وأضاف الطبيب السوري: "حاولنا أن نغسل أجساد الأطفال الضحايا بالمياه عدم مرات دون جدوى، كان المشهد أشبه بـ (يوم قيامة) من فظاعته"، هذا ولم يستمر موليت في رئاسة لجنة التحقيق الدولية في استخدام الكيمياوي بسوريا طويلا، بعد محاولته كشف الفظاعات التي حدثث، واستخدمت روسيا حق الاعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإنهاء التحقيق حول استخدام الكيمياوي في سورية.
وكان موليت قد خلص إلى أن غاز السارين المستخدم في سورية مصدره احتياطات أصلية، تولى الحكومة السورية إعدادها على مدى سنوات، وزعم نظام الأسد أن المعارضة شنت هجوم "خان شيخون" في محاولة لتشويه صورة الحكومة السورية، ولكن موليت أكد أن إعداد كميات قاتلة من غاز السارين يستلزم معامل ضخمة ومعقدة لا تتوافر للمعارضة.