القدس المحتلة -مصر اليوم
هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاتحاد الأوروبي بشكل حاد وغير مسبوق على خلفية الانتخابات الفلسطينية العامة عام 2021، قائلاً إن بروكسل فشلت في تحقيق وعودها بإقناع إسرائيل بالسماح بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في القدس الشرقية. وهاجم عباس الاتحاد الأوروبي، وفق صحيفة «التايمز أوف إسرائيل» أثناء الاجتماع السنوي الذي عقده مع قادة الجالية الفلسطينية الأميركية في أثناء وجوده في مدينة نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال شخصان حضرا اللقاء وتحدثا إلى الصحيفة الإسرائيلية، بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن عباس عبّر عن إحباطه من سلوك الاتحاد الأوروبي في المحاولة الفلسطينية الأخيرة لإجراء انتخابات في القدس الشرقية. ويُعرف عباس (87 عاماً) باستخدام عبارات حادة خلف الأبواب المغلقة للتعبير عن استيائه من زعماء العالم والدول التي يشعر بأنها قوضت القضية الفلسطينية، لكن انتقاده الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل يعد استثنائياً؛ نظراً لأن بروكسل أكبر متبرع لرام الله منذ سنوات.
وعود أوروبية في 2020
وقال عباس للحاضرين في فندق «حياة غراند سنترال نيويورك» إن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي تواصلوا معه في عام 2020 بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لم تُجْرَ منذ عامي 2005 و2006، على التوالي، وطلبوا منه إجراء الانتخابات، لكنه قال لهم إنه لن يفعل ذلك إلا إذا سمحت إسرائيل بإجراء الاقتراع في القدس الشرقية، فأكدوا له أنهم سيضغطون على إسرائيل في هذا الشأن.
وكان عباس قد أصدر مرسوماً في يناير (كانون الثاني) 2021، يحدد فيه إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) التالي، والانتخابات الرئاسية في يوليو (تموز)، لكنه أعلن في أبريل (نيسان) تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى بسبب رفض إسرائيل السماح بإجراء الاقتراع في القدس.
وقال عباس للحاضرين في اجتماع يوم الاثنين إنه تواصل بعد إعلانه مرسوم الانتخابات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي، سائلاً عن تطورات محادثاتهم مع إسرائيل حول مسألة القدس الشرقية، وكان الجواب أن بروكسل لم تتمكن من إقناع إسرائيل التي كانت تحكمها في ذلك الوقت حكومة تصريف أعمال برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي رفض الموافقة علناً على السماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية.
التصويت عبر البريد
وتمنع إسرائيل أي نشاط سيادي للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، بوصفها جزءاً من عاصمتها الموحدة. وقال عباس إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي حثوه بعد ذلك على إجراء الانتخابات على أي حال ولو من خلال التصويت عبر البريد كما فعلوا في الماضي، لكنه رفض. وأضاف: «أبلغتهم بأني لن أتفاوض على هذه القضية»، واصفاً بروكسل بأنها «شغل كلام فقط»، بينما تفشل في التنفيذ.
ويدعم كلام عباس تصريحات سابقة لسفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى الفلسطينيين قال فيها إنه حاول إقناع عباس بالمساومة في هذه القضية. وأوضح السفير سفين كون فون بورغسدورف آنذاك قائلاً: «جوابي للرئيس عباس كان ولا يزال: كيف تمنح إسرائيل حق النقض بشأن ما إذا كان بإمكانك ممارسة حقك في تقرير المصير السياسي أينما ومتى تريد؟».
ورفض مسؤولون في السلطة التعليق على التسريب الذي لا يعد غريباً على عباس الذي هاجم قبل ذلك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ووزير الخارجية الأميركي الحالي ومسؤولين وسفراء دول، وأثار جدلاً أكثر من مرة بخصوص الهولوكوست.
أشتية وإنهاء الاحتلال
والانتخابات مطلب فلسطيني واسع، ويشكل الخلاف حوله واحداً من أهم أسباب فشل المصالحة الفلسطينية. وحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية يوم الثلاثاء، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية باربرا ليف، الضغط على إسرائيل في هذه المسألة. وأكد أشتية في لقاء جمعه بالمسؤولة الأميركية في نيويورك «أن هناك حاجة ملحة إلى ضغط أميركي على إسرائيل لتمكيننا من إجراء الانتخابات العامة، بما يشمل القدس، وهذا أمر جوهري للشعب الفلسطيني».
ومن جهة أخرى، شدد أشتية على ضرورة إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، منوهاً بأهمية دور المجتمع الدولي في هذا الأمر. وفي كلمة ألقاها في قمة أهداف التنمية المستدامة المنعقدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «إن العمل على إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها فلسطين وفق القرارات والمرجعيات الدولية هو مسؤولية المجتمع الدولي أجمع، وإن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أهم شرط لتحقيق التنمية المستدامة فيها». وأضاف أن الشعب الفلسطيني يكافح من أجل اللحاق بالركب العالمي «في ظل استعمار استيطاني يسيطر على الأرض، ويضعف الإنسان، ويتحكم بحدود ومعابر دولة فلسطين، ويسلب موارد ومقدرات شعبنا، ويمارس كل ما من شأنه أن يقوض فرص التنمية في فلسطين». لكنه استطرد: «رغم العقبات الناجمة عن واقعنا تحت الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولتنا فلسطين، فإن حكومتنا قامت بوضع الترتيبات المؤسسية اللازمة للوصول لأهداف أجندة التنمية المستدامة». وأكد أن الشعب الفلسطيني «سيستمر في كفاحه لتحقيق استقلاله في الأعوام المقبلة وتحقيق السلام والتنمية المستدامة مع حلول عام 2030»
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس الفلسطيني يجتمع مع نظيره الجزائري في نيويورك
عباس سيجري أوسع تغييرات في السلطة و"فتح" ستشمل تعديلاً وزارياً وقيادة جديدة للحركة