دمشق ـ أ.ف.ب
تدور اشتباكات الخميس بين مئات المقاتلين المعارضين والاكراد في مدينة بشمال شرق سوريا على الحدود التركية، بعد ساعات من سيطرة المعارضين على اجزاء مهمة شرقا على الحدود العراقية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد مساء الخميس ان تسعة مقاتلين "بينهم ثمانية من جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام" الاسلاميتين، قتلوا جراء الاشتباكات التي اندلعت بعد ظهر اليوم في مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق)، والتي تستمر متقطعة مساء. وبدأت الاشتباكات بعد ظهر الخميس اثر حشد متبادل من وحدات حماية الشعب في شرق المدينة وشمالها، ومقاتلين اسلاميين معارضين يسيطرون على المعبر الحدودي غرب المدينة وعلى جنوبها، بحسب المرصد. ونقل المرصد عن ناشطين قولهم ان "جبهة النصرة" استقدمت نحو مئتي مقاتل من مدينة تل ابيض الحدودية الواقعة الى الغرب من رأس العين والتي يسيطر عليها المقاتلون، في حين استقدمت "غرباء الشام" اكثر من مئة مقاتل وثلاث دبابات كانت استولت عليها خلال اشتباكات في محافظة الرقة. في المقابل، افاد المرصد عن وصول نحو 400 مقاتل كردي "من المناطق الكردية في سوريا" الى المدينة. واظهر شريط مصور بثه ناشطون على شبكة الانترنت ما يقارب 50 مقاتلا معارضا بعضهم يعتلي دبابة رفع عليها علم الثورة السورية، بينما يتلو احدهم بيانا باسم "تجمع كتائب غرباء الشام"، يدعو فيه الجيش الحر للتوجه الى المنطقة "لتحرير مدينة الحسكة" بهدف "تخفيف الضغط" عن باقي المحافظات. ولا زالت القوات النظامية تفرض سيطرتها على مدينتي الحسكة والقامشلي في محافظة الحسكة. ودعا قارىء البيان "اخواننا الاكراد الذين يقفون مع الثورة وساهموا فيها" الى التوحد ضد نظام الرئيس بشار الاسد، محذرا كل من "رفعوا السلاح في وجهنا، خاصة حزب العمال الكردستاني و(فرعه السوري) حزب الاتحاد الديموقراطي"، من اي عمل "يتعارض مع مسار الثورة". كذلك طالب بانسحاب الحزبين "الفوري" من المدينة وعدم تكرار المواجهة بين الطرفين. وكانت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين ومقاتلين اكراد الاثنين ادت الى مقتل 34 شخصا بينهم 29 مقاتلا من النصرة وغرباء الشام، اضافة الى رئيس المجلس الشعبي الكردي لمدينة رأس العين، بحسب المرصد. وقال مزارع في المدينة عرف عن نفسه باسم ابو احمد لوكالة فراس برس ان "غالبية السكان هربوا، والعدد القليل المتبقي يعيش في غياب الامان وظروف انسانية سيئة لان الاشتباكات (الماضية) ادت الى قطع الماء والكهرباء في شكل دائم". ويتبع مقاتلون "لجان حماية الشعب الكردي" الذين يقاتلون الجيش الحر في راس العين، للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز مكوناتها. وبات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرق سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من "التواطؤ" بين النظام وابرز قوة كردية على الارض لاستدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة. ويضم شمال وشمال شرق سوريا معظم الاكراد السوريين البالغ عددهم زهاء مليونين. من جهة اخرى، طال القصف من القوات النظامية احياء العسالي والتضامن والحجر الاسود في جنوب دمشق الذي يشهد تصاعدا في اعمال العنف في الفترة الاخيرة. وفي التضامن، اشارت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الى ان "مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الزميل في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون باسل توفيق يوسف في حي التضامن في دمشق". واشار المرصد الى ان يوسف اغتيل على يد "مسلحين معارضين" اطلقوا النار عليه في الحي، مشيرا الى ان ناشطين "وصفوا الصحافي المقتول ب+الشبيح+"، في اشارة الى افراد ميليشيات مؤيدة للنظام. كذلك اوردت سانا ان "ارهابيين فجروا اليوم عبوة ناسفة زرعوها داخل سيارة خاصة قرب صالة المؤسسة العامة الاستهلاكية في حي مساكن برزة" في شمال دمشق، ما ادى الى اصابة سائقها بجروح واضرار مادية. في ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية في الفترة الاخيرة، قال المرصد ان تسعة مقاتلين معارضون قتلوا جراء اشتباكات في مدينة داريا، بينما تعرضت مناطق عدة منها مدينتا داريا ومعضمية الشام ومنطقة السيدة زينب للقصف من القوات النظامية. وادت اعمال العنف الخميس الى مقتل 81 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين ومصادر طبية. واحصى المرصد سقوط اكثر من 40 الف شخص جراء النزاع المستمر منذ 20 شهرا.