أعربت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة عن تشاؤمها من نجاح المبعوث العربي والأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مهمته، مؤكدة أن بشار الأسد لا يريد التفاوض. في غضون ذلك حذرت الأمم المتحدة من أنها ستضطر لوقف مساعداتها لملايين السوريين بسبب نقص التمويل الذي يتسبب في "صعوبات كبرى" لوكالات المساعدة الإنسانية. وذكر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الأسد -الذي استقبل الإبراهيمي الاثنين، قبل أن يلتقي الأخير المعارضة السورية المتمركزة في الداخل- "لم يتجاوب مجددا مع الإبراهيمي، فيما مجلس الأمن بعيد من أن يقدم له الدعم اللازم، وفي وقت لم يعد فيه المعارضون المسلحون يرغبون بتسوية". ولم يخفِ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق شكوكه إزاء فرص نجاح مهمة الإبراهيمي، وقال "لا نرى أفقا لنهاية العنف أو بداية حوار سياسي". معارضة الداخل وقد التقى الإبراهيمي أمس بدمشق وفدا من المعارضة السورية المتمركزة في الداخل، وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن وفد المعارضة -الذي يضم ستة أشخاص بقيادة حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي- التقى الإبراهيمي. وكان الإبراهيمي بعد عقده لقاءً مع الأسد الاثنين أكد أن "الوضع لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه". يشار إلى أن صحيفة لوفيغارو الفرنسية كانت قد تحدثت عن خطة أميركية روسية يحملها الإبراهيمي إلى الأسد، تقضي ببقائه في السلطة حتى نهاية ولايته عام 2014. غير أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفض أي حل يُبقي الأسد في السلطة "يوما واحدا إضافيا". وجاء ذلك على لسان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب ونائبته سهير الأتاسي التي قالت -في حديث مع الجزيرة- إن الإبراهيمي لم يطرح أي مبادرة سياسية خلال لقائه بأفراد من ائتلاف المعارضة السورية. كما نحت جماعة الإخوان المسلمين الاتجاه نفسه متمسكة بحق الشعب السوري "في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وأدواته"، ومشددة على أنه "لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل". وقف المساعدات في الجانب الإنساني، حذرت الأمم المتحدة من أنها ستضطر لوقف مساعداتها لملايين السوريين بسبب نقص التمويل. وقال مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ إن المنظمة الدولية اضطرت لخفض الحصص الغذائية التي تؤمنها إلى حوالي 1.5 مليون سوري بسبب النقص في الأموال، مضيفا أن "وكالات المساعدة الإنسانية في سوريا تعاني من صعوبات كبرى". وذكر غينغ أنه مع وجود أربعة ملايين شخص يحتاجون المساعدة داخل البلاد، وأكثر من 500 ألف شخص مسجلين لاجئين في الخارج "تزداد صعوبة القيام بالأمور الأساسية لمساعدة الناس على الاستمرار".