دعا الرئيس السوداني عمر البشير المتمردين إلى وضع السلاح وتغليب خيار السلام وذلك خلال حفل تدشين سد في ولاية النيل الأزرق التي تشهد نزاعا مسلحا وتمتد على الحدود مع دولة جنوب السودان. وقال البشير اليوم الثلاثاء "أقول لإخوتنا المتمادين في غيهم أن السودان بلد غني ويسع كل أبنائه ولا داعي للنزاع والحرب التي تعطل التنمية". وجدد البشير دعوته لأحزاب المعارضة للمشاركة في لجنة الدستور بعد أن رفضت دعوته السابقة، وقال "أقول لأحزاب المعارضة وللحركات المسلحة هلم الينا والباب مفتوح للمشاركة في هذا العمل الوطني لنؤسس لوحدة وطنية ونتفق على كيف يحكم السودان" . وشدد على رغبة بلاده في "تعزيز علاقاتها مع كل دول الجوار خصوصا الجارة الجديدة دولة جنوب السودان"، وقال إن حكومته "وافقت على انفصال الجنوب حتى يعم السلام وليس الحرب". وخاطب البشير الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي وصل صباح اليوم للخرطوم قائلا "إن الشعب السوداني معك لتكون الصومال دولة آمنة وقوية". وافتتح البشير بالتزامن مع الذكرى 57 للاستقلال مشروع تعلية سد "الروصيرص" الذي يزيد السعة التخزينية للبحيرة إلى 7.4 مليار متر مكعب من المياه وزيادة الرقعة المزروعة إلى مليوني فدان وزيادة الطاقة الكهربائية بنسبة 50% لتصل إلى 1800 ميغاواط. وشارك في حفل التدشين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ووزير الموارد المائية في مصر محمد بهاء الدين ووزير البيئة الإماراتي راشد بن فهد وعدد من ممثلي المؤسسات العربية الممولة للمشروع الذي بلغت تكلفته 396 مليون دولار . وساهم في المشروع كل من بنك التنمية الإسلامي بجدة والصندوق السعودي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وخضع البشير لعمليتين جراحيتين في الحنجرة في أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين وسط شائعات قوية بتعرضه لسرطان في الحلق وهو ما نفته مؤسسة الرئاسة واصفة العمليتين بالصغيرة وقالت إن الأطباء منعوا البشير من الخطابة. وظهر البشير بصحة جيدة لكنه لم يتحدث أكثر من عشرة دقائق خلافا للقاءاته السابقة التي غالبا ما تكون طويلة وركز في الخطابين على تعزيز الحوار لإيجاد حلول سلمية لخلافات الفرقاء السودانيين.