بدأ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، زيارة رسمية إلى الجزائر الاثنين، بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تندرج ضمن تعزيز التعاون المشترك. وقال بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية إنه سيتم خلال زيارة أمير قطر "تقييم التعاون الثنائي بين البلدين ودراسة السبل الكفيلة بتعميقه وتنويعه في العديد من المجالات، وتوقيع عدد من اتفاقيات الشراكة بين البلدين الشقيقين ذات الصلة بمشاريع تنموية". كما ستكون هذه الزيارة "فرصة لتعميق التشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وينتظر أن يوقع بوتفليقة مع الشيخ حمد على اتفاقية لإنشاء شركة مشتركة جزائرية قطرية لإنجاز مركب الحديد والصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل (360 كيلومتراً شمال شرق العاصمة الجزائرية) بقيمة تفوق ملياري دولار وبطاقة إنتاج إجمالية تقدر بـ 5 ملايين طن سنوياً. كما سيتم التوقيع على مشروع استكشاف واستغلال وإنتاج الذهب، فضلاً عن التوقيع على إقامة مدينة لوجيستية تقدم خدمات التخزين والتبريد والاستيداع، مقابل أتاوات ورسوم تحددها الشركة المسيّرة للمشروع بعد انطلاق استغلاله بين شركة الخليج للمخازن والوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، ويمتد المشروع على مساحة 4.5 مليون متر مربع، فيما تم استبعاد مشروع السيارات ''فولكسفاغن'' بعد افتكاك الشركة الفرنسية ''رينو'' لاحتكار مدته 3 سنوات. وتأتي زيارة أمير قطر في سياق سلسلة من الزيارات المتبادلة التي بدأت بزيارة بوتفليقة لقطر في 2008 والتوقيع على اتفاقية منع الازدواج الضريبي ومنع التهرب الجبائي، تلتها زيارتين لأمير قطر في 2010 وأخرى قام بها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ولقاءات ثنائية وزارية بين وزير المالية كريم جودي ووزير الاقتصاد والمالية القطري يوسف حسين كمال، مهّدت للتوقيع على مذكرة تفاهم حول إقامة مركب الحديد والصلب، واقتراح إنشاء صندوق مختلط من أجل إنجاز مشاريع مشتركة بالخارج. كما ينتظر أن يبحث الجانبان مشاريع أخرى بين شركة توزيع الوقود وقطر للبترول، بعد اقتراح القطريين إقامة محطات وقود على طول الطريق السريع الذي يربط شرق الجزائر بغربها على مسافة 1261 كيلومتراً، يضاف إلى ذلك تدعيم الرحلات الجوية بين الجزائر والدوحة، وإمكانية توسيع نطاق التعاون في قطاع الزراعة والنقل البحري والسياحة وأنشطة التنقيب والبحث عن النفط والغاز، والصناعات البتروكيماوية والأسمدة. وتقدّر قيمة استثمارات قطر في الجزائر نحو 3 مليارات دولار أميركي مركّزة في الاتصالات والسياحة والخدمات.