اكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان التزام بلاده باستقبال النازحين من سوريا من منطلق انساني. وقال الرئيس سليمان في حديث لصحيفة /الانباء/ اللبنانية اليوم انه "لا شك أن هناك مشكلة في ملف النازحين والمشكلة ليست انسانية، فهذا الأمر حسمناه منذ اليوم الأول وأنا شخصياً حسمته فقلت نحن لا نرفض لاجئاً أو نازحاً إلى لبنان وفقاً للشرعية الدولية وشرعية حقوق الإنسان، ولا نعيد شخصاً لأسباب سياسية".  واكد ان المشكلة هي في قدرة هذا الوعاء اللبناني على استيعاب أعداد النازحين الكبيرة ..وقال ان هذه الأزمة لا تضر فقط لبنان بل تضر أيضاً النازحين أنفسهم فعند تزايد أعداد النازحين فوق قدرات لبنان ويتطور الموضوع إلى اشكالات أمنية وحاجة معيشية ومشاكل اجتماعية خانقة هم أيضاً سيتضررون مثل ما سيتضرر لبنان. واشار الى  الخطة التي وضعتها الحكومة ... معربا عن حرصه على تنفيذها ... كاشفا في هذا السياق عن عزمه القيام بتحرك سياسي ودبلوماسي موسع في الأيام القليلة المقبلة تجاه الاتحاد الاوروبي وبعض الدول العربية على أن يشمل التحرك رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاجتماعية وسواهما من الجهات المعنية بملف النازحين بما يتوافق مع الشرعية الدولية وإيفاء النازحين بما يحتاجونه من دعم واغاثة.  وشدد على ضرورة العمل على تخفيف عبء النازحين عن الكاهل اللبناني وذلك عن طريق ثلاث وسائل وهي استيعاب الدول الصديقة والعربية العدد الذي يفوق قدرة لبنان أن كان من الموجودين أو من الممكن أن يأتوا وذلك لمساعدتنا في تخفيف الأعداد عن لبنان ومن خلال ضبط عملية النزوح في الداخل أي التنقل والدخول على الحدود أي للتأكد من أن الداخل هو فعلاً بحاجة إلى نزوح وذلك ضمن سياق الإلتزام بمبادئ الشرعية الدولية دون اي مخالفة... اضافة الى  تأمين التمويل الخارجي للتمكن من إغاثة هؤلاء النازحين خصوصاً المحتاجين جداً منهم...مؤكدا ان هذه النقاط الثلاث تنطبق على فحوى الخطة التي وضعها مجلس الوزراء وهى ستترافق مع تحرك لبناني دبلوماسي للمساهمة في تنفيذها . وقال سليمان ان القضية بالنسبة إلينا بأننا لن نتخلى عن النازحين ولن نتركهم للظلم والبرد والجوع بل إننا نحاول بكل جهودنا أن نؤمن لهم اجواء أفضل وهذا هو المطلوب في هذا الملف. واعرب عن تمنياته أن يتمكن السوريون من الوصول إلى حل قريباً...مشددا على ضرورة إيجاد هذا الحل بأسرع من دون تدخل أجنبي عسكري وأن يكون برعاية الأمم المتحدة على أن يتضمن آليات تؤدي إلى اتفاق السوريين على الدستور ويجرون الإنتخابات ويحققون الديمقراطية على شكل واسع.  ورأى أن علاقة لبنان بسوريا تكون جيدة عندما لا تتدخل سوريا بشؤون لبنان وعندما لا يتدخل الاخير في الشأن السوري لمساعدة هذا الفريق ضد الفريق الآخر، وقال "نساعد انسانياً نعم، لكن أن نساعد فريق على حساب فريق فهذا أمر مرفوض وخاطئ أما خارج هذا الأمر كله تكون العلاقة بين لبنان وسوريا علاقة طبيعية وودية". وجدد الرئيس اللبناني تأكيده اهمية الحوار بين كافة الافرقاء اللبنانيين ...معتبرا أن رؤيته الوحيدة لمعاودة الحوار الوطني ضمن هيئة الحوار الوطني التي يرأسها والتي تضم اقطاب سياسية مختلفة  هي "الحوار ثم الحوار" . واضاف ان أسباب الاضطراب القائمة تستوجب الحوار ولا أفهم ما علاقة الحكومة بالحوار ورئيس الحكومة الحالي يشارك في طاولة الحوار ليس لأنه رئيس حكومة وهو سيبقى مشاركاً حتى لو لم يعد في موقعه. لذلك، ليس هناك من رابط بين إستقالة الحكومة ومقاطعة الحوار. وجدد  ضرورة التزام كافة الاطراف اللبنانبة  بإعلان /بعبدا /الصادر عن هيئة الحوار في شهر يونيو الماضي والذي يقوم على  حياد  لبنان او ما يعرف ب "سياسة النأي بالنفس "وهي التي اتخذها الموقف الرسمي حيال الازمة السورية. وشدد على ضرورة تطبيق الاستراتيجية الدفاعية الموحدة التي طرحها ضمن هيئة الحوار والتي تناول فيها خطة الدفاع في البر والبحر والجو ..وقال في هذا السياق  "انه وريثما يستكمل الجيش قدراته الدفاعية ويزود بالسلاح والعتاد لتنفيذ هذه الاستراتيجية يمكن للبنان الاستفادة من سلاح المقاومة وفقاً لحاجة الجيش على أن تناقش آلية إتخاذ القرار بإستعمال السلاح والذي يجب أن يكون للدولة ، فالأسلوب بحاجة إلى نقاش تقني".