دمشق ـ وكالات
شن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، هجوماً عنيفاً على المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في أعقاب تصريحات أدلى بها الأخير، اعتبر فيها أن كلاً من الحكومة والمعارضة "مسؤولان عن تحطيم سوريا"، بالإضافة إلى موقفه من دعوة رئيس الائتلاف الوطني المعارض، معاذ الخطيب، بشأن الحوار مع نظام دمشق.وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، الناطقة بلسان نظام الأسد، إن الإبراهيمي استهل "أولى إطلالته الإعلامية، بعد تمديد مهمته ستة أشهر، بالإصرار على تجاهل حقائق ما يجري على الأرض السورية، من إرهاب وتدمير وتخريب موثق بالأدلة والحقائق، ترتكبه مجموعات إرهابية مسلحة، مدعومة من جهات وأطراف خارجية معروفة، كان آخرها اعتداء إرهابي في منطقة سكنية بدمشق، أودى بحياة عشرات المواطنين."وذكرت الوكالة الحكومية أن الإبراهيمي "عمد"، في مقابلة تلفزيونية، إلى "استخدام نفس الأسلوب الذي درج عليه مؤخراً، من خلال تمرير آرائه الخاصة بالوساطة، عبر لسان آخرين، بما يخرجه عن مبادئ الحيادية والنزاهة التي يجب أن يتصف بها أي وسيط."وفيما لفتت "سانا" إلى تمسك سوريا بـ"الحل السياسي عبر الحوار الوطني الشامل"، فقد أكدت أن ذلك "لا يعني أن تتقاعس عن أداء واجبها في الدفاع عن نفسها، وحماية أبنائها من الإرهاب الممول والمسير من الخارج... بإشراف مباشر من تركيا، وبعض دويلات الخليج."كما انتقدت الوكالة وصف الإبراهيمي دعوة ائتلاف المعارضة للحوار مع نظام الأسد بأنها "مبادرة جيدة"، الأمر الذي اعتبرت أنه "يعكس انحيازه لطرف دون آخر، بعدما كان قد سارع إلى انتاد برنامج الحكومة للحل السياسي، حتى قبل أن يطلع على مضمونه."وبينما قالت "سانا" إن الإبراهيمي عاد إلى ترديد "نغمة الحكومة بصلاحيات كاملة"، فقد ذكرت أن الهدف "ليس الحرص على عمل هذه الحكومة، بل لتمرير ما عجزت الدول الغربية، وتوابعها الإقليمية، عن تمريره وفرضه من خلال الإرهاب والحصار... بما يعني فرض شروط مسبقة على السوريين لأي حوار." كما شددت الوكالة الناطقة باسم نظام الأسد على أن "الحكومة في سوريا، تتمتع بصلاحيات لا تضاهيها صلاحيات أي حكومة، يريد الإبراهيمي التغني بها وبصلاحياتها." ورداً على مقولة الإبراهيمي إن "ولاءه الأول والأخير والوحيد هو للشعب السوري"، ذكرت "سانا" أن "الحياد لا يعني أن يقف الشخص على مسافة بالمليمتر بين الطرفين، وفق منظوره، فيما تصريحاته تؤكد أنه انحرف بأمتار عن نقطة الوسط، التي يجب أن يقف عليها، لصالح الطرف المعارض، وما ينضوي تحته من مجموعات إرهابية متطرفة، مرتبطة بتنظيم القاعدة."وبينما سألت "سانا" الإبراهيمي عن موقفه بشأن تركيا، التي قالت إنها "تجعل من أراضيها معسكرات لتجميع الإرهابيين، وتدريبهم، وإرسالهم إلى سوريا"، لم تتطرق الوكالة إلى تقارير أفادت بوجود مسلحين إيرانيين ومن "حزب الله" اللبناني، يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية، ضد مسلحي المعارضة في سوريا.