خيم الهدوء الحذر على بلدة "وادي خالد" اللبنانية، المحاذية للحدود السورية، اليوم الاثنين، عقب ليلة من المواجهات المسلحة بين لبنانيين مجهولي الهوية، وجيش بشار الأسد ما أسفر عن مقتل لبنانيين اثنين. ونقلاً عن الأناضول إن عددا من سكان "البلدة"، الممتدة على طول مجرى النهر الكبير الفاصل بين البلدين، نزحوا عنها، لا سيما القاطنين منهم على مقربة من الحدود. وتسود حالة من الخوف بين المدنيين، الذين بقوا بالمنطقة ، من تجدد المواجهات خاصة بعد أن دفع جيش الأسد بتعزيزات عسكرية إلى الجانب الآخر من الحدود. وأشار شهود عيان، نقلاً عن الأناضول إلى أن الجيش اللبناني يقوم بتسيير دوريات بالمنطقة الحدودية التي شهدت الاشتباكات، كما يعمل على إقامة حواجز ثابتة. وقال محمود خزعل، الرئيس السابق لحي "المقيبلة" الواقع ببلدة "وادي خالد" إن جيش بشار قصف البلدة بالدبابات، وسقطت العشرات من القذائف على المناطق المأهولة بالسكان وأخرى في البساتين. ولفت إلى أن سكان المنطقة المتاخمة للنهر الكبير يهجرون منازلهم ليلا إلى أماكن أكثر أمنا ويعودن إليها نهارا خشية تجدد الاشتباكات، مطالبا الجيش بتكثيف تواجده لمنع نشوب أي اشتباكات. وسقط أمس الأحد قتيلين في "وادي خالد"، شمال لبنان خلال اشتباكات مسلحة عند الحدود اللبنانية السورية بين مسلحين من الجانب اللبناني مجهولي الهوية وجيش بشار الأسد، بحسب مصدر أمني لبناني. ولاحقًا نفذ الجيش اللبناني انتشارًا على طول مجرى النهر وسيَّر دوريات للحد من حالة التوتر السائدة. ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أمس، سوريا الى "الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية"، معربا عن "أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جرّاء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية". يذكر أن منطقة وادي خالد لم تشهد منذ عدة أشهر أحداثا مشابهة، بعدما أغلق جيش الأسد معظم المعابر غير الشرعية التي كانت تستخدم للتهريب بين البلدين، وقام بوضع سياج والغام وسواتر ترابية.