ناشدت المملكة العربية السعودية القوى الكبرى، التحرك فوراً لمساعدة الشعب السوري لتمكينه من الدفاع عن نفسه ضد نظام بلغ حدودا قصوى في الطغيان والشراسة. وحذرت السعودية من أن استمرار المجتمع الدولي في التسويف ينذر بكارثة انسانية خطيرة. وأكد وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، في كلمة بلاده خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد الخميس 28 فبراير في روما، أن الواقع المرير في سوريا لا يتغير، بل قد يزداد سوءا مالم يحسم المجتمع الدولي أمره في التحرك الجاد والسريع في وضع حد لهذه المأساة ، مبينًا أنه لم يعد هنالك أي خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه. وأعرب الفيصل، في كلمته التي نشرت في الرياض، عن عميق الأسى والأسف لأن بعض الدول تقوم بالمساعدة في تزويد النظام بالسلاح والعتاد الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري، في الوقت الذي نواجه بموقف دولي- خصوصاً من الدول الفاعلة - مازال يحجم عن توفير الحاجات الضرورية للشعب السوري لتمكينه من ممارسة حق الدفاع المشروع عن نفسه الذي تؤكد عليه الشرائع والقوانين كافة. وأوضح الأمير سعود الفيصل ان هذا الموقف الدولي يستند على فرضية لا أساس لها حول إمكانية أن ينتهي السلاح المقدم لعناصر المقاومة في سوريا إلى فئات ذات توجهات متطرفة أو متشددة، مشيرا إلى أن مثل هذا يفتقر إلى المنطق، لأن حجم المتطرفين في ساحة القتال السورية ليس بالمستوى الذي يصوره الإعلام الغربي. ودافع وزير خارجية السعودية عن حق ائتلاف المعارضة السورية في الدعم الدولي والحصول على السلاح للدفاع عن الشعب السوري، باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، موضحاً أن الائتلاف نجح في بلوغ قدر كبير من الاتفاق والتلاقي، وتوحيد في الرؤية والإستراتيجية، وصار يحظى باعتراف دولي واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية، ويتمتع بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة.