أعلن وزير المالية رافع العيساوي استقالته من الحكومة العراقية في كلمة ألقاها، بعد ظهر اليوم، خلال مشاركته في تظاهرات جمعة "العراق خيارنا" في ساحة التظاهر بمدينة الرمادي، غرب العراق. وبحسب وكالة الأناضول، جاءت استقالة العيساوي - وهو وزير سني - احتجاجًا على عدم تجاوب حكومة نوري المالكي مع مطالب المتظاهرين التي دخلت تظاهراتهم الشهر الثالث. ورحّب المتظاهرون - الذين قدرت أعدادهم بـ الآلاف - بإعلان العيساوي استقالته؛ مرددين هتافات تطالب بإسقاط حكومة المالكي من بينها: "الشعب يريد إسقاط النظام". ومنذ 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، يشهد العراق تظاهرات واسعة في المحافظات الشمالية والغربية، للمطالبة بإسقاط حكومة المالكي، وإجراء تعديلات قانونية، والتوقف عن ملاحقة سياسيين سنة والإقصاء السياسي لأغراض طائفية، وإطلاق سراح معتقلين في السجون دون محاكمات، وإجراء إصلاحات في الجيش والأمن وتوفير الخدمات. وبدأت هذه التظاهرات إثر قيام قوات أمنية باعتقال مجموعة من حراس العيساوي ومداهمة بيته في مدينة الفلوجة، شمال غرب بغداد. وكان العيساوي يشغل منصب وزير المالية في الحكومة العراقية عن قائمة العراقية حيث يقاطع وزراء "العراقية" جلسات مجلس الوزراء منذ الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما قررت كتلة العراقية في مجلس النواب اقتصار حضور نوابها على جلسات المجلس المخصصة لسحب الثقة عن حكومة المالكي. وقرر المالكي في الـ 22 من الشهر ذاته منح الوزراء الذين يمثلون العراقية في المجلس إجازة إجبارية لمدة شهر؛ لانقطاعهم عن اجتماعات المجلس وتعيين وزراء وكلاء عنهم، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك.